strong>ابراهيم عوض
الأمين العام للجامعة والمبعوث السوداني تنقّلا بين السرايا وعين التينة والحصيلة: «لا تقدم... وللبحث صلة»

أبلغت القيادة السورية الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى دعمها مبادرته بها لحل الأزمة اللبنانية «وفقاً لتوافق اللبنانيين من دون تدخل خارجي»، فيما شدد موسى على «ضرورة السير نحو الخروج من هذه المشكلة بتوافق جميع اللبنانيين مع عدم إنكار وجود تأثيرات دولية على الوضع اللبناني».
وزار موسى دمشق أمس لساعات، والتقى الرئيس بشار الأسد، ونائبه فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم قبل أن يعود الى بيروت مساءً. وتزامنت زيارته مع عودة المبعوث الرئاسي السوداني مصطفى عثمان اسماعيل الى بيروت حيث أمل «بالتوصل الى تصور واضح للحل، يضع القضية في المسار الصحيح».
وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) أن الأسد أكد لموسى دعمه لجهود الجامعة العربية ولكل ما يتفق عليه اللبنانيون، وحرص سوريا على أمن لبنان وسلامته واستقراره.
وصرح موسى بأنه تلقى دعم الرئيس الأسد لجهود الجامعة العربية، مشيراً الى أن اللقاء تناول «مجمل الأوضاع في المنطقة والجهود التى تبذل لتحقيق التوافق بين اللبنانيين». وأضاف «ان جوهر الحديث الذى دار هو دعم سوريا لهذه الجهود، وهناك دعم دائم من سوريا لتحقيق الوفاق اللبناني والخروج من المشكلة القائمة حالياً، إضافة الى دول عربية أخرى».
وشدد موسى على «ضرورة السير نحو الخروج من هذه المشكلة بتوافق جميع اللبنانيين مع عدم إنكار وجود تأثيرات دولية على الوضع اللبناني». ورفض الحديث عما يسمى الثلث المعطل فى لبنان، وقال: «نقول الجزء الضامن. الجزء المشارك والمسؤول. إنما التعطيل فهو نفسه كلفظ غير بنّاء».
وأفاد موسى أن محادثاته شملت الموضوع الفلسطيني، واصفاً هذا الوضع بأنه «خطير ودقيق للغاية. واستمعت الى شرح عن الجهود السورية للخروج من النفق المظلم الذي تكاد القضية الفلسطينية أن تدخل فيه».
من جهته، أوضح المعلم أن الأسد اطّلع من موسى على الجهود التي تبذلها الجامعة لتحقيق الوفاق اللبناني. وقال إن الرئيس الأسد «استمع لهذه الجهود وعبّر عن دعمه لها لحل الوضع في لبنان من دون أي تدخل خارجي».
بدوره، جدد الشرع خلال لقائه موسى «دعم سوريا الكامل لكل ما يتفق عليه اللبنانيون بما يساهم في تحقيق مشاركة حقيقية وتوافق بين كافة الفرقاء اللبنانيين».
وأبلغت مصادر سورية مطلعة «الأخبار» أن موسى عرض الأفكار التي يحملها لحل الأزمة اللبنانية من دون الدخول في تفاصيلها. وتلقى من القيادة السورية تشجيعاً وتأييداً، مع التأكيد بأنه لا يجوز لأي طرف خارجي التدخل في الشأن اللبناني. وأوضحت أن الدعم «يعني الدعم السياسي لا دعم فكرة معينة دون أخرى، باعتبار أن الأفكار المقترحة للحل تبقى ملكاً للبنانيين الذين تعود اليهم وحدهم مسألة مناقشتها وبحثها والتفاهم بشأنها».
وأفادت المصادر نفسها أن المسؤولين السوريين لمسوا تصميماً لدى الأمين العام بالتوصل الى حل يرضي كل الأطراف في لبنان، مبدياً تفاؤله لأن «الجميع مدرك لخطورة الوضع وراغب في الخروج من الأزمة بالتعاون مع الجامعة». وأشارت الى أن موسى شدد على ضرورة إزالة «أزمة الثقة» بين الفرقاء اللبنانيين، تمهيداً لتهدئة الأجواء والعودة الى الحوار الهادئ والبنّاء، وقال «إن كل فريق محقّ في وجهة نظره، ووطني، لكن على طريقت»ه.
وفور عودته الى بيروت توجه موسى للقاء رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بعدما انضم اليه اسماعيل. وبعد اللقاء الذي دام قرابة ساعة ونصف ساعة، وشارك فيه السفير السوداني جمال محمد ابراهيم، تحدث موسى الى الصحافيين فقال رداً على سؤال حول كيفية ترجمة الدعم السوري إن هذا الدعم « لا يحتاج الى ترجمة». وسئل: هل هناك قبول للمحكمة الدولية؟ أجاب: هناك قبول ودعم كامل لمهمة الجامعة العربية وأمينها العام ومعها الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل، وصرح بهذا وزير الخارجية السوري اليوم (أمس). وعما اذا حصل تطور على صعيد المحكمة الدولية، وهل قبل الجانب السوري بها؟ أجاب: «ما دخل الجانب السوري بالمحكمة الدولية التي فيها اتفاق يجري بين الحكومة اللبنانية والأمم المتحدة، هذا ما نتحدث عنه».
وسئل موسى عن رأيه في ما قاله الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله أن سبب النزول الى الشارع هو المحكمة فأجاب: «أنتم تخلطون بين حزب الله وسوريا». وعن التحفظات السورية على ما طرحه؟ أجاب: «كلها تساؤلات لا تحفظات».
وسئل إسماعيل من يرفض المحكمة الدولية؟ فأجاب: «الطرفان متفقان عليها، ولكن لا بد من تعديل بعض الأمور».
وتوجّه موسى وإسماعيل الى عين التينة حيث استقبلهما الرئيس نبيه بري، في حضور النواب علي حسن خليل وعلي بزي وغازي زعيتر. وقالت مصادر قريبة من بري لـ «الأخبار» أنه يمكن ايجاز حصيلة اللقاء بكلمات قليلة هي: «لا تقدم... وللبحث صلة».
وبعد الاجتماع، قصد موسى وإسماعيل السرايا مجدداً.
وكان اسماعيل قد صرح لدى وصوله الى مطار بيروت أنه يعود الى لبنان «وفاءً لعهد كنا قد قطعناه على أنفسنا في أن نعاود مرة أخرى ونواصل الجهود التي بدأناها في الجولة السابقة. وفي تقديري أن هذه الجولة مهمة لأننا وصلنا الى نقاط محددة عرضت على الطرفين في الجولة السابقة. وهذه النقاط وضعت معادلة واضحة تقوم على معادلة «لا غالب ولا مغلوب».
وسئل: هل من مدة معينة وضعت لتحرككم في بيروت؟ فأجاب: «وجودنا محكوم بأن نصل الى حل أو أن نشعر أن الطريق بات مسدوداً، وطالما أن الطريق مفتوح للوصول الى حل سنستمر بجهودنا».