رزان يحيى
بعد أقلّ من أسبوع على «معركة» كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية الفرع الثاني في جل الديب، ساد الهدوء في الجامعة، حلبة الصراع. بيانات تدعو إلى المحبّة والسلام، قداس لمناسبة الميلاد... «رواق» بين الطلاب. وفي المقابل، فشل مسعى أحد أساتذة الجامعة في صياغة بيان مشترك بين القوات اللبنانية، التيار الوطني الحر والكتائب اللبنانية. وقضائياً، وبحسب التيار، جرى توقيف طالب ليوم واحد، فيما لا يزال آخر متوارياً عن الأنظارفقد وزعت أمس خلية طلاب القوات اللبنانية في الكلية، بياناً بعنوان «رسالة سلام ومحبة في زمن الميلاد». وممّا جاء في البيان: «تعالوا يا رفاقنا المسيحيين لنحلّ مشاكلنا من دون اتهامات ولا مهاترات، تعالوا نخرج من الشوارع والشوارع المضادة ونضع مصلحة لبنان ومصلحة الشباب فوق كل اعتبار. إن مجتمعنا أصبح منهكاً بسبب خلافاتنا التافهة». وأكد «أن جميعنا قد نكون أخطأنا في حق بعضنا البعض، تعالوا نعتذر من الذين أنهكتهم انقساماتنا وخلافاتنا»، مضيفاً «تعالوا نعترف بحق الاختلاف دون الخلاف»، خاتماً «تعالوا نسامح ونسامح ونسامح كي نكون واحداً كما قال السيد المسيح كي نستحق هذا الله الذي تجسد وتعذب من أجلنا وكي نستحق هذا الوطن... وطن الأرز وثورة الأرز».
أما على الصعيد الطالبي، فقد رأى رئيس خلية القوات في الكلية رودريغ خوري أن فتيل الأزمة لا يمكن أن يحل إلا بسحب الشكاوى المقدمة من الطرفين، معتبراً أن المشاكل بين الطلاب يجب أن تحلّ داخل حرم الكلية. من جهة أخرى، رأى مندوب التيار في الكلية جاد غصن أنه «لو كانت هناك نية قواتية لحل الأزمة، لكان الحل الأفضل المضيّ في المسعى التوافقي الذي قام به الدكتور إيلي داغر». وكان داغر، بحسب غصن، قد اجتمع مع مندوبي التيار، الكتائب، والقوات، وتوافق الجميع على أن «كل التيارات ترفع الغطاء عن أي معتدٍِ وأي شخص يحاول تشويه صورة الكلية»، على أن يصدر بيان مشترك عن المجتمعين يؤكدون خلاله أن الإشكال وقع من عناصر غير منضبطة. ويضيف غصن «أنه بعد أقل من ساعة على صياغة البيان المشترك أعلنت خلية القوات انسحابها، حتى إسقاط الشكاوى المقدمة». وهنا يضيف غصن أن التيار لا يستطيع الطلب من الأشخاص الذين تعرضوا للضرب من جانب أفراد غير منضبطين أن يسقطوا حقهم.
أمّا على الصعيد القضائي، فهناك روايتان: جيلبار سلامة (التيار الوطني الحر) يؤكد أن طوني أنطون أُوقف ليوم واحد وأن شربل ساسين لا يزال هارباً، فيما يرى خوري أن هناك شكاوى لكن لم يُوقف أحد حتى الساعة، ويؤكد أن هناك دعوة شخصية في حق جورج عبود، إلا أن سلامة يرى فيها «تركيبة».
وقد أقيم أمس قدّاس ميلاديّ في حرم الكلية حضره الطلاب ومسؤولو المنظمات الناشطة في الكلية.