المنية ــ عبد الكافي الصمد
تجاوزت شركة «هومان» المتعهدة تأهيل الطريق الدولية في المنية، العراقيل العديدة التي واجهتها منذ مباشرتها عملها قبل نحو ثلاث سنوات، وانتهت مطلع الأسبوع الجاري من تنفيذ المرحلة الأولى في واحد من الأنفاق الأربعة التي يلحظها مشروع تأهيل الطريق التي يبلغ طولها نحو عشرة كيلومترات، والممتدة من مفرق بلدة دير عمار، وصولاً إلى مستديرة بلدة العبدة عند المدخل الجنوبي لمحافظة عكار.
وجاء هذا التطور بعدما تجاوزت الشركة المتعهدة مهلة السنوات الثلاث المعطاة لها بهدف تأهيل الطريق، التي يلحظ المشروع الذي تعمل الشركة على تنفيذه وجود أربعة أنفاق، الهدف منها تسهيل عبور المواطنين بسياراتهم وآلياتهم باتجاه عكار وسوريا، لكونها الطريق الوحيدة التي يستخدمونها لذلك، على أن تقام الأنفاق الثلاثة الأخرى الملحوظة في مخطط المشروع في محلة المخّاضة وسط المنية، وقرب أفران القصر، وعند مفرق بلدة بحنين.
غير أن أسئلة كثيرة بقيت مطروحة في هذا الإطار، يدور معظمها حول الوقت الذي سينتهي فيه العمل بمشروع تأهيل الطريق، وإذا كان إنجاز المرحلة الجزئية الأولى المعلن عنها قد استغرق المهلة المعطاة لتأهيل الطريق كلها، فمتى سينجز المشروع نهائياً؟ وكيف سيتم تجاوز العراقيل والاعتراضات التي كانت السبب الرئيسي في التأخير؟ وخصوصاً أن المراحل الباقية هي التي يتركز الخلاف عليها بين الأهالي والشركة، إثر احتجاجات عديدة بدرت من أهالي وفاعليات المنطقة، إن لناحية طريقة تنفيذ المشروع، أو لجهة إدخال تعديلات عليه تتمحور حول المطالبة بإنشاء مستديرات وتحويلات وسط الطريق، وإنشاء وسطيات تجميلية، فضلاً عن وضع جسور للمشاة تخفف من الحوادث التي شهدتها الطريق منذ افتتاحها في نهاية الثمانينيات، وأدت إلى سقوط ما لا يقل عن 650 قتيلاً، وعشرات الجرحى والمصابين، فضلاً عن الأضرار المادية الكبيرة.
المهندس محمد فاهمة، أحد المشرفين على المشروع، أوضح لـ«الأخبار» أنه «تم افتتاح النفق لاختبار كيفية عبور السيارات والآليات فيه»، لافتاً إلى أن «ما أُنجز من أعمال في النفق حتى الآن تجاوز نسبة 80 في المئة، وأن ما بقي هو إنارته، ووضع البورسلين على جدرانه الداخلية، ثم وضع طبقة الزفت الثانية والنهائية، على أن يكون ذلك بعد أن تنتهي الشركة المتعهدة من تنفيذ مشروع مدّ شبكة مياه الشفة داخل النفق».
ولفت فاهمة إلى أن «مشروع تأهيل الطريق يلحظ بالأساس إنشاء مستديرة واحدة عليه عند مدخل بلدة المنية، وعدم ترك أي فتحة أو تحويلة وسطه، وهذا كان أحد الأسباب الرئيسية التي أدت إلى بروز الاعتراضات عليه، إن من المواطنين الذين رأوا أن سد الفتحات يعني تعذر انتقالهم إلى الناحية المقابلة من الطريق إلا بعد قطعهم مسافات التفافية طويلة، أو من أصحاب المحال والمؤسسات التجارية على جانبي الطريق، الذين رأوا أن وجود الأنفاق سيحرمهم الاستفادة من العابرين للطريق، الذين يشكلون أغلبية زبائنهم».
وأشار فاهمة إلى أن «إمكان إنشاء مستديرة ثانية عند محلة المخاضة وسط المنية، هو محل اهتمام ومتابعة من قبل الشركة، من أجل وضع حد للاعتراضات القائمة، غير أن أي أمر بهذا الخصوص لم يبت نهائياً، بانتظار الانتهاء من إجراء الدراسات المطلوبة لذلك».
تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن عناصر من قوى الأمن الداخلي باتوا يؤازرون عمال الشركة في أشغالهم بصورة شبه دائمة، إثر التأخير في تنفيذ المشروع وتسليمه إلى الجهات المعنية، بعدما احتج عدد من المواطنين على طريقة تنفيذ الشركة للمشروع، وإثر توقف الأعمال في أكثر من مكان على الطريق نتيجة هذه الاعتراضات التي وصلت إلى حد الاشتباك بالأيدي أحياناً.