بنشعي ــ من فيرا يمين
لن نقتحم السرايا لئلا يستغلوا الأمر مذهبياً وتحركنا ضمن الأطر الديموقراطية

أكد رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية أن المعارضة ستعتمد في خطواتها التصعيدية بعد الأعياد «كل الطرق الديموقراطية».
وأوضح فرنجية خلال استقباله في مكتبه في بنشعي وفداً من المنظمات الشبابية والنسائية في الأحزاب والقوى والتيارات المنضوية في المعارضة أن «التصعيد سيبدأ خطوة خطوة من دون اقتحام السرايا الحكومية كما يروج الفريق الحاكم»، مشيراً إلى أن من بين هذه الخطوات «إقفال الطرقات والمطار والمرفأ، وصولاً إلى العصيان المدني»، مشدداً على أن «كل هذه الخطوات ستتم بالطرق الديموقراطية والسلمية على رغم محاولاتهم الاستفزازية».
ورأى فرنجية أن «الصادقين في البلد توحدوا اليوم، وهم يتطلعون إلى لبنان موحد عربي يكون فيه العيش المشترك بعيداً عن الطائفية والطوائف. أمّا الذين بنوا مستقبلهم على أساس الدويلات والطائفية فهم في الطرف الآخر».
وقال: «صحيح أن كلاً منا قوي في طائفته، لكننا لسنا طائفيين. التديّن أمر مهم، لكن التطرّف هو المضرّ، ونحن لا نستعمل الدين وسيلة للوصول إلى غاية. أنتم تمثلون اتجاهات وتيارات تاريخها نضالي وشريف، أما تاريخهم السياسي والمالي والطائفي فحافل. ونحن مرتاحون لما نقوم به على رغم كل الضغوط التي تمارس علينا في المعارضة، ولا سيما على الجنرال ميشال عون الثابت في مواقفه أبداً».
وتابع فرنجية: «يقولون إن سوريا وإيران تدعمان المعارضة من أجل حكومة وحدة وطنية، وهذا يعني أنهما تريدان الخير للبلد، وكل دولة تدعمهم لرفض حكومة الوحدة الوطنية وتمنع الديموقراطية، لا تريد الخير للبنان». وسأل: «كيف يحمِّلون اعتصامنا لشهر في ساحة الشهداء مسألة تعطيل العجلة الاقتصادية في البلد وإغراق البلد بالديون؟»، مشيراً إلى أن الدين «بدأ منذ 12 عاماً فلا يهينوا ذكاء اللبنانيين. والعجلة الاقتصادية متوقفة لأن المصارف لا تقرض المواطنين، بل تستثمر في سندات الخزينة، وهناك مصرف واحد مملوك من الذين يستلمون اليوم زمام الأمور أقرض الدولة 12 مليار دولار».
وتمنى على القضاء اللبناني أن «يحقق في قضية الطائرة الإسرائيلية التي حطت في مطار بيروت، وكشف تفاصيل قصة محمد الصديق والصحافي فراس حاطوم، وكم شخصاً قبل حاطوم دخل إلى شقة الصديق؟ ولماذا لا يحاكمون المسؤولين عن الحراسة؟ وإذا كان جرى التلاعب بالأدلة ، فلماذا لا يقال رئيس الشرطة القضائية أو المسؤول عن هذا المكان؟».
وعن مواقف الأكثرية، قال فرنجية إن «في قوى في 14 شباط من ليس على علم كاف بما يحصل. فالشيخ سعد الحريري، مثلاً، لا يتاجر بدم والده، وربما كان يقوم بما يقوم به لحقد شخصي، لكن هناك من يستغله ويريد المحكمة الدولية لغايات أخرى. أميركا تريد سلاح حزب الله، وما عجز عنه الأميركيون في عدوان تموز يريدون أخذه عبر المحكمة. ولهذا كان من المفروض أن تناقش المحكمة من الحكومة المكتملة ليصار إلى نزع الأفخاخ منها. نريد من المحكمة معرفة من قتل الرئيس الحريري ولهذا نريد مناقشة بنودها».
وعن الخطوات المقبلة للمعارضة، قال فرنجية: «يراهنون على تعبنا. ما من شيء يمكن أخذه بسهولة. وإذا كنتم تعتقدون أنهم سيتنازلون عن مناصبهم فأنتم مخطئون. لهذا ستكون بعد الأعياد خطوات تصعيدية لحملهم على القبول بمطالبنا وستكون الخطوات سهلة جداً ومدروسة وسهلة، من إقفال الطرق، وصولاً إلى العصيان المدني، ولن نحقق أحلامهم باقتحام السرايا. هناك الطرقات والمطار والمرفأ، وهم غير قادرين على تحمل ذلك. سيهربون عند أول خطوة تصعيدية. هم غير قادرين حالياً على تحمل ما يحصل في الوسط التجاري، لأن ما يهمهم هو هذا الوسط، وكل مشاريعهم دارت حول الوسط باستثناء طريق واحد في كسروان قالوا إنه لإرضاء المسيحيين، وهذا غير صحيح، لأن الرئيس (رفيق) الحريري فتحه ليصل إلى فقرا، وقد توقف هذا الطريق بعد مفرق فقرا بعشرة أمتار، ومن فقرا طريق آخر في اتجاه البقاع لكي يصل الرئيس الحريري إلى مقر غازي كنعان من دون عناء، وهو قال لي ذلك. البلد بالنسبة إليهم هو السوليدير ولهذا هم غير قادرين على تحمل بقائنا فيها. أطمئنهم إلى أننا لن ندخل إلى السرايا لكي لا يستغلوا الأمر طائفياً ومذهبياً. هناك المطار، هناك الطرق الرئيسية، هناك المرفأ، هناك العصيان المدني، وكل شيء سنقوم به بعد الأعياد ضمن الأطر الديموقراطية».