البترون ــ ريتا شاهين
احتلت الشموع في الأعوام الأخيرة المرتبة الأولى في زينة الأعياد وهدايا المناسبات، فتحوّلت من وسيلة تقليدية قديمة للإنارة إلى مادة دسمة للزينة المميزة والإبداع، كما أصبحت ألوانها والإشارات عليها تحمل دلائل تعبّر عن الميول والآراء السياسية. فقد تخطّت الشموع أهدافها الدينية، ومعانيها الرومنسية، لتُضاء باستمرار في ساحات الاعتصام والتظاهر، وتكتب من خلالها عبارات تعبر عما تختلج به النفوس. كما أضيئت على السطوح وعلى شرفات المنازل، تلبيةً لدعوات جهات سياسية معينة.
فاديا دعبول هي أحد الذين دخلوا صناعة الشموع. تشتريها كقوالب كبيرة وتحوّلها إلى أشكال فنية، ثم تعمل على زخرفتها وتزيينها بالألوان والنقوش حسب الطلب والرغبة (كالقناديل، والورود، والنجوم والأشجار). وتشير دعبول إلى أن هذه الحرفة لم تعد مربحة كما في السابق، بعد أن زاد طن الشمع الواحد حوالى الثلاثة أضعاف منذ أقل من سنة (من 650 دولاراً إلى حوالى 1750 دولاراً).
وتتميز صناعة الشموع لدى فاديا في بُعدها عن الاكتفاء بالعمل ضمن القالب الجاهز، واعتماد الحفر اليدوي على الشموع، فتتحول إلى أشكال فنية مميزة.
أمّا طريقة تصنيع الشموع، فتعتمد على تذويبها في إناء كبير ضمن آخر يحوي الماء الساخن، ويوضع في فرن أعدّ خصيصاً لهذا العمل، وهي طريقة صحيحة لا تؤذي البيئة، وتعدّ الأسلم لناحية عدم إصدارها الروائح الكريهة والدخان الأسود خلال عملية الاحتراق المعتمدة في عمليات التذويب الأخرى.
واللافت هذا العام، التهافت على شراء الشموع من قبل هواة هذا الصنف، نظراً لأسعاره المنخفضة نسبياً من جهة، ولإبرازه بالألوان المعتمدة (كالبرتقالي، والأصفر والأخضر): الميول السياسية للتيارات.