أكّد المرجع السيد محمد حسين فضل الله أنّ المذهبين السني والشيعي «خطان ثقافيان فكريان في فهم الإسلام»، محذراً من «إقحام الصبغة السنيّة أو الشيعية في أي حركة سياسية أو اجتماعية»، ومشدّداً على التزام الإسلام ديناً جامعاً شاملاً لكل المذاهب. ودعا إلى رفض منهج التكفير، مؤكداً على الوحدة بين المسلمين.وحث فضل الله في رسالة إلى حجاج بيت الله الحرام الحجّاج على أن يكونوا «ضيوفاً طيبين وأن يحافظـــــــوا على أمن المسلمين جميعاً في موسم الحج (...) وهو الموقف الزمانيّ والمكانيّ الذي أراد الله فيه أن تذوب الفوارق الإنسانيّة، من اللغة واللـــــون والعرق».
وتابع: «إنّ أمّتنا الإسلاميّة تواجه اليوم هجوماً عنيفاً من جبهات عدّة، أولاها جبهة الثروات والمقدّرات التي منّ الله علينا بها، حيث يعمل المستكبرون على السيطرة على منابعها لإفقار الأمّة من كلّ عناصر قوتها (...) وثانيتها جبهة إثارة النعرات المذهبيّة التي تسعى إلى إذكاء نار الفتنة بين المُسلمين، فيُغيَّبُ الإسلامُ ديناً جامعاً بين كلّ المذاهب، ليكونَ لكل مذهبٍ إسلامُه الخاص».
وأكد أنّ كلاً من المذهبين السنّي والشيعيّ «خطّ ثقافيّ فكريّ في فهمِ الإسلام، وكذلك حالُ سائر المذاهب. وهذا يفرض أن لا تُقحم الصبغة السنّية أو الشيعيّة في أيّ حركةٍ سياسيّة أو اجتماعيّة أو اقتصاديّة، بل أن يكون الاختلاف على الأمور الحيويّة اختلافاً في تشخيص مصلحة الإسلام (الذي) إذا ضاع في خطوط المذهبيّة انحرف المذهب عن الخطّ المستقيم»، مشدداً على رفض «منهج التكفير الذي لا ينطلق من المرتكزات الإسلاميّة». ودعا فضل الله الى «الانفتاح على كلّ الشعوب المستضعفة التي نلتقي معها في مواجهة الاستكبار العالمي، وأن نتعاونَ معها في القضايا المشتركة».
(الأخبار)