عمر نشابة
مع دخول التظاهرات والاعتصامات التي دعت اليها القوى المعارضة لحكومة الرئيس فؤاد السنيورة يومها الخامس والعشرين ومع استمرار الإجراءات الأمنية التي كلّفت بها قوى الجيش اللبناني والأمن الداخلي وخصوصاً في محيط السرايا الحكومية وساحة الشهداء بدأت تظهر علامات الإرهاق على وجوه العسكريين والضباط. وكانت قد استُنفرت أعداد كبيرة منهم وتمّ «حجزهم» وعدم منح إجازات او مأذونيات تمكّنهم من العودة الى منازلهم لرؤية ذويهم وقضاء بعض الوقت مع أطفالهم وتأمين حاجياتهم. واليوم، بينما يتمتّع المحامون والمدرسون والمهندسون والصحافيون وغيرهم بعطلة عيد الميلاد، ينتشر آلاف العسكريين في الشوارع بهدف الحفاظ على النظام العام وحماية المواطنين. وتشتدّ صعوبة المهمّة مع بدء موسم الشتاء والبرد. لكن يبقى أصعب ما فيها هو الضجر الذي يعانيه العسكريون. فهم يراقبون الشوارع والأحياء على مدار الساعة ولا يقومون بمجهود جسدي كبير بل يقتصر عملهم على إقامة حواجز تفتيش وتسيير دوريات ومراقبة المارّة.
وفي ظلّ هذه «المعاناة» علمت «الأخبار» من بعض العسكريين الذين رفضوا نشر أسمائهم أن بعض العناصر الأمنيين اعتمدوا طرقاً «للتمارض» بغية الاستحصال على مأذونية تسمح لهم بالعودة الى منازلهم، ومنها على سبيل المثال إقدام أحد عناصر قوى الأمن على جلب «نحلة» ووضعها على أسفل قدمه تحت الكاحل، وبعد لدغها له أصيب بورم في رجله، وقام بعد ذلك بالقفز من الشاحنة مستغيثاً بأن رجله تعرّضت للكسر، وبعد إجراء صورة شعاعية تبيّن أنه أصيب بشعر في العظم ونال على أثرها استراحة لمدة عشرين يوماً. وفي حالة أخرى طلب أحد العناصر من رفيقه ضربه على يده بواسطة عصا المكنسة مما تسبب في شعر في معصمه وبعد المعاينة الطبية نال استراحة 15 يوماً في المنزل.
أخيراً تنمنّى لعناصر وضباط القوى الأمنية ميلاداً مجيداً ونطلب من «بابا نويل» أن يهديهم وعائلاتهم أكثر ما يتمنونه هذا العام: مأذونية!