strong>تدخل قضية الإعلاميين الثلاثة في تلفزيون الجديد يومها التاسع من دون أن يلوح في الأفق أي مؤشر إلى قرب الإفراج عنهم، ولا سيما أن اللقاءات التي أجريت مع المراجع القضائية المختصة لم تخرج بانطباع ايجابي.
لم يبت المحقق العدلي في قضية اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري القاضي الياس عيد بطلبات إخلاء سبيل مراسل محطة «نيو. تي. في.» فراس حاطوم ورفيقيه عبد خياط ومحمد بربر الموقوفين بجرم ارتكاب السرقة الموصوفة عبر دخول شقة الشاهد السوري محمد زهير الصديق تسللاً واخذ بعض موجوداته، وذلك في انتظار درس إفادات الاشخاص المذكورين مع مسؤول المبنى الذي تقع فيه الشقة نسيم المصري والحارس خليل عبد الله الموقوفين ايضاً في الدعوى نفسها.
وكان رفاق الموقوفين الثلاثة وأصدقاؤهم اعتصموا مجدداً أمس أمام قصر العدل وتزامن ذلك مع زيارة قام بها نقيبا الصحافة والمحررين محمد البعلبكي وملحم كرم والنائب غسان مخيبر ورئيس مجلس ادارة «نيو تي في» تحسين خياط للنائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا حيث التقوه حوالى ساعة ونصف ساعة جرى خلاله البحث في الوضع القانوني للزملاء الموقوفين.
وبعد الاجتماع أدلى نقيب المحررين ملحم كرم بتصريح قال فيه «إن القضاء متفهم لقضيتنا ويعالجها من منطلق إيجابي وفاعل، وقد خرجنا من اللقاء مع حضرة النائب العام التمييزي متفقين على أن القضاء تسلّم قضية جدية ويتعامل معها بجدية كاملة وبعلم ومنطق وقانون». مؤكداً أن «أي يد تمتد الى الصحافة سترتد أشلاء، ونحن مستمرون مع إخواننا من أجل الحق والعدل، وفي الوقت نفسه لا نسمح بالتطاول على القضاء وخرق القانون».
ثم تحدث النقيب البعلبكي رأى «أن غاية الاعلاميين الموقوفين كانت مساعدة التحقيق الجاري في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري»، وأكد أن «القضاء له موقفه القانوني الذي نقدره كل التقدير لجهة الطريقة التي استعملها زملاؤنا في البحث عن هذه الحقيقة». ونقل البعلبكي عن القاضي ميرزا احترام الاخير للحرية الإعلامية وما يرجوه هو إفساح المجال لإكمال التحقيق، عسى أن لا يستغرق الأمر وقتاً طويلاً».
كما تحدث النائب غسان مخيبر الذي أوضح انه حضر كممثل عن لجنة الحريات في المجلس النيابي، وقال «كان هناك تشديد وتفهم على ان التوقيف الاحتياطي هو تدبير استثنائي، ويتخذ لضرورات ضيقة الى حين انتهاء التحقيقات الاولية، من هذا المنطلق تمنينا ان لا تطول التحقيقات الاولية وان يخلى سبيل الموقوفين ويعودوا الى عملهم وبعدها يقول القضاء الجالس (المحكمة) كلمته».
بدوره اثنى تحسين خياط على دور القضاء وحكمة القاضي سعيد ميرزا، وطمأن «أنْ لا داعي إلى التشنج والمواقف المتطرفة، فالقضاء عادل والقاضي ميرزا رجل قانون ويشكل ضمانة والشباب موجودون بأيادي أمينة وآمل ان ينتهي التحقيق سريعاً ويعودوا الى مزاولة عملهم».
وكان وفد من نواب المعارضة ضم: نبيل نقولا، عباس هاشم، نوار الساحلي وحسين الحاج حسن زاروا القاضي ميرزا للغاية نفسها، وبعد اللقاء قال هاشم: «لقد وعدنا بأن تؤخذ القضية كوحدة كاملة بحيث لا يكون ثمة اقتصاص من الاندفاع والحماسة الذي قام به الاعلاميون من أجل عملهم المهني».
من جهته ناشد المجلس الوطني للإعلام في اجتماع طارئ عقده برئاسة نائب الرئيس الزميل ابراهيم عوض القضاء اللبناني والنائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا المشهود له بالنزاهة والاستقلالية، الإفراج عن فراس حاطوم ورفيقيه، آملاً في ان تتكرس في هذه القضية ضمانة العدالة وحصانة الحرية. وأبدى المجلس أسفه «لغياب التنظيم النقابي المهني للإعلاميين العاملين في القطاع المرئي والمسموع وهو خلل ناشئ عن عدم إقرار التعديلات التي سبق للمجلس ان اوصى بإجرائها».
الى ذلك افتتحت لجنة الشباب والشؤون الطلابية في التيار الوطني الحر عند السادسة من مساء امس خيمة تضامن مع فراس ورفيقيه، قرب الخيمة المركزية للتيار في ساحة الاعتصام، حيث بدأ توقيع عريضة الحرية لهم عبر الانترنت.