الجنوب ــ كامل جابر
كشفت الأمطار الغزيرة التي بدأت تتساقط في الجنوب، بدءاً من منتصف ليل الاثنين ــ الثلاثاء، عورة الطرق الجنوبية التي كانت قد منيت بخسائر فادحة بسبب العدوان الإسرائيلي عليها، الذي قطّع أوصالها من خلال استهدافه مجمل الجسور والعبّارات، التي حظي بعضها بقرارات سريعة بإعادة البناء والتأهيل، لأسباب سياسية ومناطقية، أو بفضل متبرعين محليين، فيما بقي جزء كبير منها رهين الروتين الإداري أو تنصّل بعض الملتزمين من واجباتهم، الذين برّروا ذلك بأن الالتزام جاء مناقضاً لحجم الضرر على الأرض، ما يستوجب مبالغ قد تكون مضاعفة.
بيد أنّ الهمّ الذي يلقي بتبعاته على السيارات العابرة على كثير من هذه الطرق، يتأتى من تحويل السير مسافات طويلة، قد يتجاوز بعضها كيلومترات، للعبور من منطقة إلى منطقة، أو من طرف طريق إلى الطرف الآخر، على نحو ما يجري في الكثير من طرق مناطق صور والنبطية وبنت جبيل وجبل الريحان في منطقة جزين.
ويجري هذا كله، في غياب واضح، في العديد من المطارح، لأي إرشاد يهدي السائقين أو العابرين إلى «معابرهم» الجديدة أو يحذرهم من بعض المطبات الخطرة أو المفاجآت غير المتوقعة على الطرق.
وإذا كان الجيش اللبناني، في بعض حواجزه المنتشرة في المناطق الجنوبية، يغطي بعض التقصير في هذا المجال، فإن دوريات يتيمة لقوى الأمن الداخلي تتولى في بعض الأماكن، وبأوقات محددة، جزءاً يسيراً من المهمة التي تسببت حتى الآن بالعديد من حوادث السير غير المتوقعة.
وفي بلدة الحجة، ما زالت الطريق مقطوعة بينها وبين جيرانها، بعد تدمير الجسر الذي يعبر فوق نهر الزهراني في وسط البلدة، على الرغم من أن الجيش اللبناني بدأ منذ مدة بناء جسر حديدي مؤقت. ويتطلب الوصول إلى الضفة الثانية، أكثر من خمسة كيلومترات.
ويعاني العابرون بين النبطية والمنطقة الممتدة منها نحو الزهراني استمرار انقطاع الطريق عند جسر حبوش، بعد تنصل المتعهد من المهمة الموكلة إليه، مدّعياً ان الالتزام جاء مناقضاً لحجم الضرر على الأرض، ولن يقوم بأي «مغامرة» قبل قرار بذلك من وزارة الأشغال العامة، فيما لم يجد اتحاد بلديات الشقيف الجرأة على إصلاح بعض الضرر على عاتقه واسترجاع ما له من حقوق، لاحقاً، من الوزارة المعنية، وكل ما ساهم به هو التشجيع على تحويل السير من داخل بلدة حبوش مسافة كيلومترين، أو للقادمين نحو النبطية، من خلة حبوش، مسافة تتعدى 500 متر.
يسجل، في بعض الأحيان، وقوف دركي يرشد السائقين إلى طريقهم، أو يساعد على تنظيم السير والتخفيف من الزحمة التي تتعاظم في كثير من الأحيان، وينتظر من ينتظر رحمة راحم للوصول إلى مقصده، فيما الدولة والبلديات وأجهزتهما غائبة عن السمع.