حسن عليق
في محيط الجامعة الأميركية، وقرب أحد المطاعم المشهورة، تجمع عدد من الأطفال حول أكياس نفايات. ينادي أحدهم رفيقه مشيراً إلى شيء أخرجه من كيس للنفايات: «هيدي كتير طيبة». هم بعض من عشرات بل مئات الأطفال المنتشرين في شوارع بيروت وعلى مداخلها. بعضهم يتسول، آخرون يحاولون تنظيف زجاج السيارات، والبعض يحمل صندوق مسح الأحذية وآخرون يعرضون بضاعة للبيع. أمس، تجمّع عدد منهم تحت أحد الجسور لاتقاء المطر. كانوا يرتدون ثياباً صيفية. منهم من يبدو أن عمره لا يزيد على 10 أعوام. مبللون بالمياه في البرد القارس، ولا يحميهم إلا الجسر. أكثر أطفال الشوارع الذين تحدثوا لـ«الأخبار» كانوا من النـَوَر. أتوا من محيط العاصمة «للعمل». أحدهم، يبلغ من العمر 14 عاماً، يبيع الولاعات. يعيل عائلته التي تقطن في صبرا. يقول: «أنا أساعد أمي وأشقائي الصغار، وبعد سنتين سأتزوج، وسأنجب أولاداً وأرسلهم إلى المدرسة». أما أصغرهم، فشقيقان متسولان، توأمان يبلغان من العمر 8 أعوام. لم يقبلا التحدث قبل الحصول على طعام. وبعدما حصلا على مبتغاهما قالا إن والدهما أرسلهما لتحصيل المال. نتركهم ونمضي لنكمل شراء ما بقي من حاجياتنا للعيد الآتي: ثياب وطعام ولوازم السهر، والأطفال في الشارع، لا سقف يحميهم إلا الجسر أو شرفة. ولا حائط يستندون إليه، إلا حائط نفق أكثر برودة من الطقس المثلج.