رأى رئيس الجمهورية العماد إميل لحود «أنه لو اجتمعت مساعي الأرض كلها للتوفيق بين اللبنانيين من دون أن تتوافر النية بين القيادات اللبنانية لإيجاد الحلول الواقعية التي تراعي المطالب المحقة، لما استطاعت أن تتخطى الارادة اللبنانية الجامعة على التسليم بالمشاركة والتوازن اللذين قام عليهما لبنان منذ نشوئه».موقف الرئيس لحود نقله عنه رئيس المجلس الماروني العام الوزير السابق وديع الخازن بعد لقائهما أمس في قصر بعبدا، وجرت خلاله جولة أفق تناولت المساعي العربية التي قام بها الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور عمرو موسى وما آلت اليه من عروض تركها في عهدة الافرقاء اللبنانيين.
وقال الخازن بعد اللقاء: «إن الرئيس لحود أبدى امتنانه لأي مسعى يمهد للتقريب بين وجهات النظر المختلفة، لأن التباعد جفاء، ونحن أحوج ما نكون الى التقارب واللقاء، وأن أفضل ما يمكن أن يفعله قادة الحوار الوطني هو استلهام العبر من تاريخ لبنان الذي لم يدم لأي غالب ولا لأي مغلوب، ولم يستقم الا بلبنان الغالب. فعبثاً يبحث اللبنانيون عن أي دعم خارجي، لأن هذا الدعم يبقى موقتاً في ظل الظروف الدولية والإقليمية المتقلبة وسط مصالحها، والذي يدوم هو الوفاق والارتضاء بحقيقة لبنان الكامنة في وحدة أبنائه الى أي طائفة أو مذهب انتموا. فمثلما تحكمت المصالح الخارجية في استغلال شعوب المنطقة عبر التاريخ في معزل عن أي نزعة دينية للتأليب والاستدراج بهدف التفرقة والسيطرة، فإنها اليوم تحاول استخدام الصراعات المذهبية لأهداف جيو ـــ بوليتيكية تؤمن هيمنتها على الخيرات والمقدرات والخيارات في المنطقة». وتابع «لا يغرن أحداً أي شعار براق يضمر في طياته إيقاعاً بين الفئات اللبنانية لنيل المغانم بوسائل الترغيب بعدما فشلت محاولات الترهيب بالعدوان».
وأبدى لحود استعداده «للتجاوب مع ما يمليه عليه وجدانه الوطني والقومي لأنه مع التفاهم سبيلاً الى حل يرضى عنه الجميع ومن أجل الجميع». وأكد أنه «مع أي توجه يصون العلاقات التاريخية التي تجمع لبنان بمحيطه العربي الأقرب خصوصاً، بمنأى عن سياسة المحاور التي أدخلتنا فيها القوى الكبرى والتي ما كانت لتبرز لولا عامل التأجيج الحضاري الذي مهدت له قوى التدخل الخارجي بمقولة «صراع الحضارات» قبل أن تحوله صراعاً بين اهل الحضارة الواحدة». واستغرب «الإيحاء المغلوط بصراع مذهبي حول المقاومة، التي لعبت دوراً حاسماً في وضع حد للاعتداء الاسرائيلي، وخصوصاً أن دورها لقي تشجيعاً عربياً بين شعوب المنطقة»، معتبراً «أن محاولة زجها في صراع داخلي هو من أجل إجهاض نتائج ما حققته من تحرير سنة 2000، وما وقفت في وجهه خلال العدوان الاسرائيلي في تموز 2006».
وحول تسليم موسى بالمنطق الدستوري الذي ينهي الجدل القائم حول الرئاسة الاولى والذي رأى فيه أن رئيس الجمهورية باق حتى نهاية ولايته، قال الرئيس لحود: «مهما قيل من اجتهادات فأنا رجل مبدئي، وليفهم من لا يريد أن يفهم أنه ما دام الدستور هو الحاكم والحكم فلن أحتكم إلا الى ما يمليه علي وعلى ضميري المؤتمن على تنفيذه».
واستقبل لحود الوزير السابق ميشال سماحة، الذي هنأه بحلول الاعياد، كما التقى النائب العام لابرشية بيروت المارونية ورئيس جامعة الحكمة المونسنيور جوزف مرهج. وتلقى برقيات لمناسبة حلول الأعياد، من عدد من قادة الدول العربية والأجنبية، منهم الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني، رئيس الباراغوي نيكانور دوارتي فروتوس، رئيسة إيسلندا دوريت موسايلي، رئيس كولومبيا، رئيس وزراء مملكة البحرين الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس جمهورية الدومينيكان نقولا ليفربول، والكاردينال تيودور ماك كاريك.
(وطنية)