إلى أين؟
  • موسى المولى

    سؤال أدرج في قاموس جنبلاط الذي من حقنا ان نسأله الى أين تجرون هذا البلد.
    اذا أردنا ان نرسم خريطة الشرق الأوسط في أبسط صياغة نختصرها بكلمة Isra-americano شركة مساهمة شرق أوسطية (ش. م. ش.). شركة تنتج الحروب ذات الجودة والكلفة العالية وتكون منتجاتها دماء الشهداء ودماء الأطفال والنساء والشباب والعجائز، وبالمقابل تستورد لدعم منتجاتها مواد أولية لخلق شرق أوسط جديد.
    يا لسخرية القدر بعدما كانت أوروبا تلجأ إلى العرب في شتى علومها وطبّها، جعلت عنوان الحروب في ما بينها علمنا وطبنا وأدبنا وتاريخنا وأصبحت هي قاعدة العلوم والتكنولوجيا وغيرها من أبواب العلم.
    اذا أردنا ان نستخلص الأمور التي حصلت في الشرق الأوسط نستخلص ما يلي:
    ــ ان اسرائيل في الشرق الأوسط هي قاعدة اميركية للسطيرة على هذا الشرق الذي عليه أن يفتح أمامهما أسواقاً جديدة، وللاستفادة من المواد الأولية التي يحتاجون إليها، ومن أهمها البترول.
    ــ السيطرة الاسرائيلية تقوم على الحروب الداخلية لإجبار الدول العربية على أن تتحول الى دويلات تعيش على صراعات طائفية ومذهبية دائمة.
    ــ الحرب العراقية ــ الكويتية والعراقية ــ الايرانية وغيرها،
    استنفذت قوة العراق وأصبحت سوقاً مفتوحاً لحرب أهلية دامية. الخليج هو لعبة سهلة في أيديهم واذا حاول أهله ان يستيقظوا لعروبتهم المزيفة يسرع الأميركيون ــ الاسرائيليون إلى إعطائهم إبرة المورفين المعتادة ومفادها «انتبهوا من السيطرة الشيعية»، فتعمد دول الخليج الى شراء السلاح من اميركا ومن المخازن التي أثقلت الخزانة الاميركية، وهذا طريق جيد لتصريف الانتاج...
    أيها اللبنانيون استيقظوا، من المعيب ان يكون لدينا القدرة على النظر خلف الستار، خلف الكواليس. اجعلوا من المنطق والعلم والضمير والحق والدين طريقكم إلى بناء وطن يكون نقطة تحول في الشرق الأوسط، لا محور تجاذبات طائفية ومذهبية وعربية وخارجية ذات مصالح مختلفة.
    لا للوجود الاميركي ــ الصهيوني في لبنان، نعم للجيش اللبناني المدعم بأسلحة دفاعية متطورة في لبنان. نعم لقوى الأمن الداخلي، لا لميليشيات المعلومات تحت غطاء الأمن الداخلي في لبنان. كونوا قدوة يقف عندها التاريخ والزمن ليقول الشعب من ورائكم «كلنا للوطن للعلى للعلم».



    الطائفية

  • عانوت الخطيب

    هي ليست إلا تفرقة بين الناس، فالنظام الطائفي يولّد زعامات ليس لها همّ سوى مصالحها ومحاولة إيجاد من يدعمها ويدعم مصالحها من الخارج. زعماء الطوائف ينفقون على حساب الشعب ويختلفون على حساب الشعب، فيفرق هؤلاء الزعماء كل الشعب، إذ بعد ان يكون موحداً من عمّال وطلاب وموظفين ومزارعين عاملين، يصبح متفرقاً، وبعد أن يكون الشعب فئة واحدة يصبح فئات متضاربة.
    في الوضع الحالي المكهرب في لبنان نجد محاولة سيطرة من الخارج على وطننا من خلال أدوات داخلية. فلماذا لا يعتبر سلاح المقاومة سلاحاً للدفاع عن الوطن وعن أرض الوطن من العدو الاسرائيلي، وهل نسينا تحرير الأراضي اللبنانية المحتلة عام 2000 من جانب المقاومة. وهل نسينا انتصار تموز 2006 على أكبر وأقوى وأعنف جيش في منطقة الشرق الأوسط، وهل نسينا هزم ألوية النخبة الاسرائيلية؟ وهل نسينا تدمير دبابات الميركافا أقوى دبابة في العالم. من قام بتلك الإنجازات العظيمة؟ إنهم شهداء المقاومة (رحمة الله عليهم). لماذا لا نكون لبنانيين موحدين تحت سقف لبنان ويكون عدونا هو الذي يحتل أراضينا الجنوبية؟
    منطقة الشرق الأوسط منطقة استراتيجية وذات مواد أولية ضخمة، وإن صراع الطوائف ما هو إلا بند من المشروع الاميركي في المنطقة، فالصراع الاسرائيلي العربي ليس إلا صراعاً لمصلحة أميركا. بعدما هزمت أميركا في العراق وفي فلسطين لم تجد لنفسها ورقة غير لبنان، فحاولت ان تفرق بين اللبنانيين من خلال ضرب اسرائيل لبنان، فهزمت ولم تستطع البدء بمشروعها، فاتبعت سياسة قديمة هي «فرّق تسُد» ولكن برؤية بوشية كوندوليزية جديدة.