البقاع ــ علي يزبك
تتواصل مساعي التهدئة التي يبذلها حزب الله وفاعليات منطقة البقاع الشمالي ووجهاؤها لنزع فتيل التحريض المذهبي في المنطقة بعد الحادث الأمني الذي وقع إثر مهرجان تيار المستقبل في بلدة عرسال الجمعة الماضي ومقتل الشاب مهدي علي أمهز في خراج بلدة مقراق على يد مجهولين. وتتجه الأنظار الى التحقيق الذي يجريه القضاء لكشف الجاني مع الأمل في انتهائه بسرعة حتى لا تُوظّف الدماء البريئة سياسياً وتُوجّه اتهامات متــــسرّعة لا تستند الى دليل.
ومن هذه القاعدة ينطلق سعاة الخير لتنفيس الأجواء وإزالة التشنج ولإعادة الحياة الى هذه المنطقة التي أصابها الشلل منذ أسبوع. وساهم في التخفيف من حدة الاحتقان البيان الذي صدر عن أهالي بلدة عرسال وفيه: «إن بلدة عرسال بلدة الإيمان والعروبة كانت دائماً وستبقى بإذن الله الموقع المتقدم لوحدة الصف الاسلامي والوطني ولم تتخلّف يوماً عن واجباتها الوطنية، ونعلم ان هناك محاولات لإيقاع الفتنة وتحويل الصراع السياسي في البلاد الى خلافات مذهبية وطائفية تعصف بركائز الوطن القائمة على التعددية والتعايش، وان الحوادث التي حصلت في الأيام الأخيرة أساءت الى عرسال والقرى المجاورة التي تجمعها بعرسال، روابط الإيمان والعيش الواحد والمصير الواحد والعلاقات العائلية والاجتماعية والأخوية».
الى ذلك، عقد لقاء في منزل مصطفى صلح في مدينة بعلبك، بدعوة من المؤتمر الشعبي اللبناني في البقاع، حضره عدد من الفاعليات الإسلامية السنية والشيعية ونائب رئيس بلدية بعلبك الدكتور خالد الرفاعي وأعضاء من البلدية وعدد من المخاتير، للتداول في «تحصين وحدة الصف الإسلامي ومواجهة التجييش المذهبي».وأكد المجتمعون أن بعلبك «ستبقى مدينة الأخوة الإسلامية والعيش المشترك».
وتوافقوا على تشكيل لجنة من اللقاء لمتابعة المقررات وتوسيع اللقاء ليضم ممثلين عن مختلف الاحزاب والعائلات البعلبكية. كما تم الاتفاق على إصدار بيان لاحقا، «يؤكد على ان بعلبك فوق المذهبية وتفخر بإنتمائها العروبي، وأن لا صوت يعلو فوق صوت وحدة المسلمين واللبنانيين، ويشدد على عمق الترابط بين العائلات البعلبكية، وعلى أن خيار المقاومة خيار قومي شامل، ودعوة الإعلام اللبناني لوقف التحريض الطائفي والمذهبي».
وطالب المؤتمر الشعبي «أهالي عرسال واللبوة وكل بلدات البقاع بمواجهة المخاطر الصهيونية والاجنبية على وحدة لبنان وعروبته وسلمه الاهلي».