الضنّية ـ عبد الكافي الصمد
دفع تأخّر هطول الأمطار وتساقط الثلوج حتى مثل هذه الأيام من السنة، المواطنين الى إبداء تخوفهم من أن تعقب فترة الجفاف موجات واسعة من العواصف الجوية التي قد تتسبب بوقوع أضرار كبيرة، لن يكون بإمكانهم مواجهتها او الحد من انعكاساتها السلبية.
وكان الجو العاصف والبارد الذي خيم على المنطقة في اليومين الماضيين، بعد فترة من احتباس هطول الأمطار وتساقط الثلوج زادت عن الشهر، مؤشراً الى أن «الأيام المقبلة ستشهد جواً عاصفاً ومثلجاً، لتعويض النقص الذي حصل خلال شهر كانون الاول الحالي، وهو الشهر الذي يعدّ «فحل الشتي» بالنسبة إلينا»، حسب ما يقول كبار السنّ.
رئيس «اتحاد بلديات الضنية» محمد سعدية أوضح أنّ «كلّ الإجراءات والاحتياطات اللازمة قد تمّ اتّخاذها من جانبنا، من خلال تعاوننا مع وزارة الأشغال العامّة، التي تقوم عادة بمهمّة فتح الطرقات الرئيسة في المنطقة، فيما نتولّى نحن في اتحاد البلديات فتح الطرقات الفرعية عند انقطاعها. وقد عملنا لهذه الغاية على تأمين وجود جرافات صغيرة في كل البلدات الجردية، لمساعدة المواطنين وتلقي مراجعاتهم».
ولفت سعدية إلى «أنّنا على تواصل دائم مع المعنيين في وزارة الأشغال لهذه الغاية، إلا أنه إذا زاد الأمر عن حده هذه السنة، فإن ذلك سيضطرنا الى الاستعانة بالجيش اللبناني».
غير أنّ عاملين في مراكز الدفاع المدني في الضنّية أشاروا الى أنّ مراكزهم «يلزمها تجهيزات ضرورية ومتطورة، لأن ما هو موجود فيها حالياً لا يكفي لمواجهة أيّ طارئ في هذا المجال».
وكانت الأمطار الغزيرة التي هطلت أخيراً قد تسبّبت بدخول المياه إلى منزل الياس قليمة في بلدة المنية الساحليّة، وعمل عناصر الدفاع المدني على سحبها، بعدما ألحقت أضراراً بمحتوياته، فيما تسبّب احتكاك كهربائيّ في احتراق سيارة من طراز «رينو» في بلدة بقاع صفرين الجردية.
في موازاة ذلك، هطلت الثلوج بكثافة لافتة على المرتفعات الجبلية التي يزيد ارتفاعها على 1200 متر عن سطح البحر، وتكلّلت جبال الأربعين المشرفة على المنطقة بالثلج بكاملها، للمرّة الأولى هذه السنة، وتعذّر سلوك الطريق المؤدّية إلى نبع السكر وجرد بلدة بقرصونا، إضافة إلى جرد تلّ بلدة نمرين، أمام السيارات غير المجهّزة بسلاسل معدنية، بسبب تساقط الثلوج وتشكل الجليد على الطرقات، فيما غطّى ضباب كثيف كامل المنطقة منذ ساعات الصباح.
إضافة الى ذلك، فإن الانقطاع المتكرّر للتيّار الكهربائي عن المنطقة، وبرنامج التقنين العشوائي الذي تعانيه منذ نحو شهر، شكّل دافعاً إضافياً لدى الأهالي لإبداء تخوفهم من استفحال هذه الأزمة خلال الأيام المقبلة، وما قد تشهده من ارتفاع في وتيرتها نتيجة شدة العاصفة الجوية الآتية، ما دفعهم الى التزود بما يحتاجون إليه من المحروقات والمستلزمات الضرورية الأخرى تحوّطاً، وهو الامر الذي انعكس إقبالاً ملحوظاً من جانب المواطنين على محطات الوقود والأفران والسوبر ماركت.
وفي مدينة صيدا، أدى تساقط الأمطار بغزارة وعدم قدرة المصارف الصحية وأقنية المياه على إستيعاب تدفق مياه المطر، إلى فيضان الأقنية ودخول المياه الى عدد من المنازل ولا سيما منزل المواطنة نجاة الأسد وكذلك المحال التجارية، مما أدى الى أضرار مادية. وقد سارعت عناصر الدفاع المدني وعمال الصيانة في بلدية صيدا الى فتح المجاري وسحب المياه من المنازل.