حاصروا «عوكر»تسقط الحكومة بدقائق...
  • عباس المعلم

    ليس أمراً صحياً أن تكون إدارة الرئيس بوش تدعم حكومة السنيورة بكل قواها، ذلك بسبب ضعف هذه الحكومة وهشاشتها وإفلاسها الفاضح بكل شيء، وهذا يدل على خيبة أمل أميركية وعجز وضعف لم تواجهه كل الادارات المتعاقبة في واشنطن. في الجهة المقابلة، لم يمثّل هذا الدعم المفرط لحكومة «الريس فؤاد» منطلق تفاؤل وقوة تجعله يتغلب على كل الثغر التي تعانيها حكومته، فهو يعلم أن هذه الادارة الحبيبة والمعطاء، افرطت في وعودها الخيالية تجاه دعم حكومة «ثورة الأرز».
    أيضاً فإن إمعان الادارة الأميركية في المجاهرة بإطلاق التهديدات للقوى المعارضة في لبنان والذي وصل الى حدود تقاطع مع باريس يقضي بإصدار قرار دولي ينص على حماية حكومة السنيورة لمدة عام تحت بند الفصل السابع، فضلاً عن تدخلات سافرة تجاه دعم فريق لبناني بوجه فريق آخر، وتهديد كل من يعارض حكومة السنيورة وسوق الاتهامات ضده، وهذا الأمر يعدّ سابقة خطيرة، خصوصاً أن «أولمرت» تعهد ايضاً امام حكومته العمل على حماية حكومة السنيورة، وقال لهم: الاميركيون لن يسمحوا بسقوط هذه الحكومة. اطمئنوا.
    كل الامور اصبحت «على عينك يا تاجر» الاكثرية الحاكمة في لبنان هي بكل تواضع ادارة اميركية تعمل لمصلحة المشروع الاميركي في لبنان والمنطقة بدون تردد او خجل، وهذا ليس افتراء بل الادارة الاميركية نفسها تؤكد ذلك، وخير دليل تصريحات رأس الهرم الاميركي جورج بوش ومواقفه الداعمة للسنيورة وحكومته، حتى انه يتحدث في هذا الخصوص اكثر من الشؤون الاميركية الخاصة. ولا أعتقد أن قوى المعارضة وخصوصاً حزب الله وجمهوره العريض، تخشى التهويل الاميركي والدولي، فهو لقن هذا التهويل دروساً على مدى ثلاثة وثلاثين يوماً مواجهاً استخدام القوة المفرطة والقنابل الذكية وأكبر حشد دولي لمساندة اسرائيل في عــــدوانها على لبنان.
    لكن الواجب فــــــــــعله على المعــــــــــارضة اليوم ليس فــــــــــقـــــــــــط اسقاط الحكومة فــــــــي الشــــــــــارع بل اســـــــــــقاط الهـــــــــــيمنة الاميركية قــــــــبل اسقاط الحكومة، وإسكات أبواقــــــــــها أيضـــــــاً، والتي تأخذ بعض الاشكال والاوجه في هذه الايام.
    وتعتمد عوكر في هذا الخصوص على أبواق مشبوهة لها تاريخ قذر في الفتنة والاجرام، وقد اطلقت تصريحات عديدة في الآونة الأخيرة تحمل ابشع عبارات الحرب الاهلية والفتنة المذهبية، وهذا يدل على أن هذه الحكومة عبارة عن دمى متحركة تعمل وفق تعليمات الاميركيين.
    وهناك معلومات تتوافر عن خيمة السهرات الليلية بقيادة المايســـــــــترو جيفري، وبحضور مجموعة من الفرقة الحاكمة، تدور الاحاديث عن انشـــــــــــــاء غرفة عمليات لمواجهة المرحلة المقبلة، وهناك من أبلغه فـــــــــــــــــــيلتمان بضرورة قيام عناصر ومناصري تياره في جميع المناطق بالعمل على إحداث اعمال شغب وتحريض طائفي ومذهبي وتوزيع منشورات وما شابه، ويردد السفير الاميركي امام أزلامه: عليكم أن تفعلوا شيئــــــاً على الارض، «تغدّوا بحزب الله قبل ان يتــــعشى بكم» ونحن معكم؟؟
    من هذا المنطلق يجب أن يشمل تحرك المعارضة لإسقاط الحكومة تحركاً متوازياً ضد السفارة الاميركية في عوكر لمحاصرة السفير الاميركي تمهيداً لإبعاده عن الاراضي اللبنانية بتهمة تقويض ادارته للديموقراطية في لبنان وبث الفرقة وإشعال الفتنة بين الشعب اللبناني، لأن اي تحرك من اجل إحداث التغيير المرجو لن يبصر النور إلا بإسقاط الوصاية والهيمنة الاميركية على لبنان.
    وليـــــــــــس هذا الامر بالمستحيل، فهذه الحكومة من أسباب وجودها الدعم الاميركي المـــــــــفــــرط المتــــــــــــــمثل بالوصـــــــــــــاية الدائمة والشاملة على حكومة ثورة الارز، لذلك فإن الطريق الصحيحة والاجدى لإسقاط حكومة فيلتمان تبدأ بمحــــــــــــاصرة الســــــــــــفارة الاميركية في عـــــــــــــــــــوكر وطرد السفير الاميركي، حيـــــــــــــــنها لن تصمد حكومة «الريس فؤاد» بدموعها السخية لدقائق لا لأيام.