صيدا ــ خالد الغربي
هل تنجح قوى السلطة اللبنانية في «تنظيف أمني وقضائي» لسجلات بعض القادة الفلسطينيين ولعشرات العناصر الصادرة في حقهم أحكام غيابية عن القضاء اللبناني بتهم مختلفة (وبعضها مختلق ومدبر)، في ما يبدو محاولة لاسترضاء الجو الفلسطيني وجره للوقوف إلى جانبها في معركتها المفتوحة مع قوى محلية وإقليمية؟
سؤال يطرح في سوق التداول السياسي في مدينة صيدا، رغم تأكيدات المسؤولين الفلسطينيين أن فلسطينيي لبنان بمنظماتهم وفصائلهم يقفون على مسافة واحدة من كل القوى اللبنانية، ولن يكونوا عوناً لفريق على آخر.
غير أن فريق الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية، إذ يؤكد على ضرورة العمل على رفع الأحكام الجائرة في حق العديد من الفلسطينيين ومعالجة الملف الإنساني والاجتماعي للمخيمات التي تعاني فقدان أبسط مقومات العيش الإنساني، بوصفه مدخلاً لمعالجة العلاقة اللبنانية ــ الفلسطينية، يحذر من الاستخدام السياسي وتوظيف السلطة اللبنانية له في مقاربتها للملف الفلسطيني. ويرى فريق الأحزاب الذي تنتظم اجتماعاته في صيدا، أن غزلاً ما يدور علانية وهمساً بين الفريق الأكثري وبعض المنظمات الفلسطينية التي قد تكون أخذت على عاتقها «التزام» الوضع الفلسطيني وتهيئة مناخات لاصطفاف «مخيماتي» بجانب هذا الفريق، مستفيدة من كمِّ الأخطاء التي أرتكبت سابقاً بحق الفلسطينيين ومن «تعميم» الخطاب المذهبي ودغدغة المشاعر، وصولاً إلى ما تعيشه الأراضي الفلسطينية من انقسام، وإظهار كل من سوريا وإيران معرقلين للوفاق الفلسطيني الداخلي.
ويرصـــــــــد المعنيون أكثر من إشارة في الغزل والتنـــاغم، بينها مشاركة فلسطينية لافتة في مؤتمر الاشتراكية الدولية، الذي عقد الأسبوع الماضي في فندق البريستول في حضور أركان قوى 14 آذار، وتخلله قصف عنيف في حق بعض القوى والأطراف اللبنانية. ويتوقــــــــع هــــــــؤلاء أن تكون لبعض قوى الفريق الأكثري مشاركات لافتة في احتفالات ذكرى انطــــــــــلاقة الثورة الفلسطينية.