strong>رزان يحيى
انطلقت في معظم أنحاء العالم وكوبا حملة تضامنية مع المعتقلين السياسيين الكوبيين الخمسة في السجون الأميركية. وتتزامن الحملة مع الذكرى الخامسة لخطبة الدفاع التي ألقاها المعتقلون خلال جلسة الدفاع، والذكرى الثامنة لاعتقالهم. وفي لبنان، نظم «اتحاد الشباب الديموقراطي اللبناني»، بالتعاون مع السفارة الكوبية، لقاءً تضامنياً مع المحكومين الكوبيين في الحديقة العامة في صور، تخلله غرس خمس شجرات تحمل أسماءهم. وقد حضر اللقاء، الذي رفعت خلاله صور المحكومين، سفير كوبا داريو دي أورا تورينتو، وممثلون عن المنظمات اللبنانية والفلسطينية.
وألقى تورينتو كلمة أشار فيها إلى أنّ محكمة الاستئناف في أتلانتا كانت قد أصدرت حكماً باعتبار المحاكمة ملغاة، وطالبت بنقل المحاكمة إلى ولاية أخرى لا تتأثر بآراء الكوبيين المادين للثورة الكوبية. وقال: «إن المناضلين الخمسة حكمت عليهم المحاكم الأميركية بالسجن ظلماً، في إطار محاكمة جائرة وقعت تحت تأثير الأوساط الأكثر رجعية في الجالية الكوبية ــ الأميركية المقيمة في ميامي». وأكد تورينتو أنّ الكوبيين لم يقدموا يوماً على التجسس على حكومة الولايات المتحدة الأميركية وأن كل ما قاموا به هو دفاع عن وطنهم وثورتهم وشعبهم.
من جهته، رأى رئيس اتحاد الشباب الديموقراطي اللبناني عماد بواب أن قضية الكوبيين انتقلت إلى مرحلة المواجهة، بعدما أعطت كوبا نموذجاً رائعاً للصمود في مواجهة الولايات المتحدة الأميركية التي تدّعي الديموقراطية. وقد طالب بواب بمحاكمة عادلة ونزيهة للمعتقلين.
وفي تفاصيل الاعتقال، فقد طلبت الحكومة الكوبية في عام 1990 من المعتقلين هيراردو هرناندز، رامون لابانيينو، رينيه غونسالس، فرناندو غونساليس، وأنطونيو غيّريرو التوجّه إلى ميامي حيث المركز الرئيسي للمنظمات المعادية للثورة الكوبية المموّلة من الاستخبارات المركزية الأميركية، في محاولة للحدّ من موجة الإرهاب التي شنتها هذه الشبكات منذ انتصار الثورة في الأول من كانون الأول 1959. وقد تم إرسالهم من دون سلاح أو خطة تضمر الأذى للولايات المتحدة. إلا أنّ الولايات المتحدة الأميركية اعتقلت الكوبيين الخمسة في عام 1991 بعد اتهامهم بأنهم عملاء غير مسجلين لمصلحة حكومة أجنبية يسعون إلى ارتكاب عمليات اغتيال من الدرجة الأولى، وجرائم جنائية ضد الولايات المتحدة، إضافة إلى حيازة هوية ووثائق مزورة.
غير أن الأسباب الحقيقية وراء الاعتقال، بحسب قضاة متابعين للقضية، تكمن في محاولة أميركا حماية شبكاتها الإرهابية.
وترى لجنة الاعتقالات التعسفية التابعة للأمم المتحدة «أنّ اعتقال الشبان الخمسة يشكل انتهاكاً للقانون الدولي، لأن المحاكمات تقام في ميامي حيث نشّطت المنظمات المعادية لكوبا حملاتها الإعلانية التشويهية تجاه كوبا، ما ينتج محاكمات غير حيادية، وبالتالي غير عادلة». ويتمثل الانتهاك القانوني للولايات المتحدة في التعديل الخامس لدستورها الذي ينص «...لن تحتجز حرية أحد بدون محاكمة قانونية»، والسادس منه وفيه «... في أية قضية جنائية، يتمتع المتهم بحقه بمحاكمة سريعة علنية من قبل محكمة حيادية».
يذكر أنّ هرناندز فنان كاريكاتوري، صدر بحقه حكمان مؤبّدان بالسجن، وحكم بالسجن خمسة عشر عاماً. ولابانيينو مجاز في الاقتصاد ومحكوم عليه بالسجن 18 عاماً. أما فرناندو فمتخرّج من المعهد العالي للعلاقات الدولية التابع لوزارة الخارجية الكوبية ومحكوم عليه لمدة 19 عاماً. وغونسالس طيار محكوم عليه بالسجن لمدة خمسة عشر عاماً. وغيريرو، مهندس محكوم بالسجن المؤبد وعشر سنوات إضافية.
ودعماً لقضية الكوبيين الخمسة، وجّه شباب لبنان رسالة دعم إلى وزير العدل في الولايات المتحدة الأميركية تستنكر الظلم الذي لحق بهم، بعدما اطّلعوا على أوضاعهم من بعض المتخرجين اللبنانيين من الجامعات الكوبية.