نادر فوز
عاد شبان «حدا مش مع حدا» إلى الشارع، حاملين شعاراتهم الرافضة للفرز العام الحاصل اليوم. اختاروا أن يكون تجمّعهم أمام الإدارة المركزية للجامعة اللبنانية عند تقاطع المتحف، لعلهم يلفتون نظر المواطنين إلى أزمة هذا «الصرح التعليمي» المزمنة. استفادوا من الحفريات التي تشغلالمستديرة، ليوزّعوا قصاصاتهم على أصحاب السيارات: «نريد مبنى موحداً للجامعة اللبنانية، متاحاً فيه التعليم للجميع، لا اعتبار فيه للطائفة والخلفية السياسية، وذا جسم إداري نظيف خالٍ من الفساد والتحالفات السياسية. جامعة لا تهدر حقوق المعلمين والطلاب. نريد أن تكون الجامعة اللبنانية جامعة عابرة للطوائف والأحزاب، غير معنيّة بها. حركة طالبية علمانية تعمل من أجل الجامعة لا تسيطر عليها الأحزاب ولا تهملها الدولة».
«الجامعة دائماً، ليست الآن أو لاحقاً»، تقول رولا عن اعتصام أمس من أجل الجامعة اللبنانية. تذكّر بالتحركات الطالبية المطلبية السابقة من أجل «اللبنانية»، وخصوصاً اعتصام عام 2003. تذكر عبارة أطلقها نائب رئيس المجلس النيابي عام 2002، «لن نسمح للجامعة اللبنانية بأن تتطوّر لتضاهي الجامعات الخاصة». ترفض هذه السياسة وتتساءل عن موازنة «اللبنانية»، والتجهيزات والمكتبات ونسبة الدكاترة الشباب وعن الفرز الطائفي بين الفرعين.
يبدو أن هؤلاء الناشطين قرروا الابتعاد عن القضايا السياسية التي «تشغل جميع اللبنانيين وتبعدهم عن قضاياهم الأساسية»، يقول محمد. وهو كان قد انضم إلى «حدا مش مع حدا» منذ النشاط الأول إيماناً منه بأن هذا التجمّع الشبابي البسيط قد ينجح في تسليط الضوء على بعض القضايا الاجتماعية. يتحدث عن تجربته بعد عودته إلى لبنان وإنهائه دراسته في إدارة الفنادق في الولايات المتحدة، إذ حينما أراد التخصص في مجال آخر توجّه إلى الجامعة اللبنانية حيث واجه الطائفية والمحسوبية والإهمال الحاصل في الإدارات وفي الجسم التعليمي.
سارة التي كانت توزّع القصاصات على رغم البرد القارص، ترى أنّ عدد المشاركين لم يتزايد بعد بسبب غياب آلية واضحة للوصول إلى الطلاب والشباب، إذ تعتمد أنشطة «أنا حدا مش مع حدا» على الملصقات فقط لتكون أيضاً بطاقة «علم وخبر» لوزارة الداخلية.