strong>انحسرت العاصفة الثلجية التي سيطرت على لبنان في اليومين الماضيين ورافقتها درجات حرارة متدنية جداً وصلت إلى الصفر على الساحل، وشكلت الجليد على ارتفاع 500 متر، فيما أعلنت مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية عن احتمال تجدد العاصفة في نهاية الأسبوعتوقعت مصلحة الأرصاد الجوية في إدارة الطيران المدني أن يكون الجوّ في لبنان اليوم قليل الغيوم مع ارتفاع في درجات الحرارة. فيما أعلنت مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية في تل عمارة عن احتمال تجدد العاصفة في نهاية الأسبوع.
وفي عالية، أفاد مندوب «الأخبار» عامر ملاعب عن استمرار موجة الصقيع أمس حيث تدنت درجات الحرارة إلى ما دون الصفر ابتداءً من ارتفاع 800 متر، الأمر الذي جعل معظم الطرق الجبلية شبه مقفلة بسبب تراكم الثلوج مع طبقة من الجليد تعدت سماكتها الأربعة سنتيمترات، وعلى الرغم من الإجراءات الاستثنائية التي اتخذتها ورش الأشغال التابعة لوزارة الأشغال العامة في «مركز جارفات الثلوج في المديرج» لجهة جرف الثلوج مساءً وتشغيل الملّاحات نهاراً ورمي عدة أطنان من الملح على الطريق الدولية بين البقاع وعاليه، ظل السير على الطرق محفوفاً بالأخطار، كما تسبب الجليد حتى فترة بعد الظهر بإعاقة حركة السير، ولا سيما على الطريق الدولية بين صوفر والمديرج. فيما منعت القوى الأمنية الشاحنات من سلوك الطريق الدولية، كي لا تتسبب بإعاقة حركة السير. وتشكلت على الجبال لوحات من الجليد.
وفي الضنية، أفاد مندوب «الأخبار» عبد الكافي الصمد أن سكان بلدة سير، تعذر عليهم استخدام سياراتهم غير المجهزة بسلاسل معدنية قبل الساعة الحادية عشرة، حسب ما أفاد عاملون في مراكز الدفاع المدني في المنطقة، بسبب تشكل طبقة سميكة من الجليد على الطرقات المتفرعة من البلدة، والمؤدية الى بلدات بقاع صفرين وبقرصونا والقطين، وبالتالي باتجاه القرى والبلدات في المناطق الجردية العالية. وفي بلدة السفيرة، في أعلى جرد المنطقة، كانت الورش الفنية تعمل بصورة مستمرة على فتح الطريق الرئيسية المؤدية الى البلدات والقرى المجاورة، على الرغم من رداءة الجوّ واستمرار تساقط الثلج الذي وصل ارتفاعه الى اكثر من 40 سنتيمتراً، فضلاً عن محاولات الإنقاذ العديدة لسيارات ومواطنين احتُجزوا وسط الثلوج لساعات عدة، وخصوصاً في أوقات المساء.
وفي الجنوب أفاد مندوب «الأخبار» كامل جابر أن الطرقات الجنوبية في المناطق المرتفعة، ظلت مقفلة بالثلوج، حتى ساعات الظهيرة، بعدما قامت جرافات الجيش اللبناني والدفاع المدني والبلديات، بفتحها على مسار واحد، وخصوصاً في مدينة جزين ومنطقتها، وقرى جبل الريحان وبعض قرى إقليم التفاح في منطقة النبطية؛ وطرقات العرقوب المرتفعة، وصولاً إلى شبعا وكفرشوبا وكفرحمام. وخرج الأهالي بعد ليل طويل من تساقط الثلوج وتدني الحرارة، إلى ساحات منازلهم وزواريب أحيائهم، وباشروا بفتح الطرقات المؤدية إليها، بعدما تشكلت فوقها طبقة سميكة من «الحنطة» البيضاء، فيما لم يمكّن الصقيع وطرقات بعض القرى الجبلية، الجرافات من فتح المعابر إليها، ومن الوصول إلى ساحاتها، مخافة الانزلاق. وغطت أحراج وكروم الريحان وجزين وكفرحونة «سجادة» بيضاء، استمرت على كثافتها حتى المساء. وذكر الزميل عساف أبو رحال أن تساقط الثلوج استمر متقطعاً في القرى والبلدات الجبلية خلال الليل الفائت، ما أدى إلى قطع العديد من الطرقات بدءاً من ارتفاع 800 متر، وذلك خلال الليل الفائت وحتى ساعات ظهر أمس، وخصوصاً الطرقات المؤدية إلى شبعا وكفر شوبا وعين عطا وصولاً حتى راشيا الوادي في البقاع. وأوضح رئيس بلدية شبعا عمر الزهيري أن البلدية عملت على فتح الطريق الرئيسي المؤدي إلى حاصبيا، وشكلت فريق عمل مهمته فتح الطرقات الداخلية في البلدة تسهيلاً لحركة الأهالي، وتجاوزت سماكة الثلوج في بعض الأماكن 20 سنتمتراً وخصوصاً الطريق الجبلي بين كفرشوبا وشبعا وراشيا الوادي. كما ألحقت موجة الصقيع أضراراً بالزراعات الموسمية وشبكات المياه المنزلية.
وفي جولة من البترون ساحلاً مروراً بالبلدات والقرى الوسطى وصولاً الى الجردية منها أشارت الزميلة ريتا شاهين الى أن مراكب الصيادين في ميناء البترون لم تتعرض للأضرار كما في السنوات السابقة. أما القرى والبلدات الوسطى من ارتفاع 700 متر وما فوق فلم تسلم من الثلوج وكسوة البرد وموجة الصقيع القارس نزولاً حتى الساحل. البترونيون استقبلوا العاصفة بين فرح عند البعض بعودة الرداء الأبيض إلى الطبيعة وخصوصاً أنه تأخر هذا العام مما شكل قلقاً من كساد موسم التزلج ونقصاً في المياه في فصل الصيف المقبل، وخوفاً من انتشار الأوبئة والأمراض، أما البعض الآخر فبدا مرتبكاً في كيفية تأمين مستلزمات هذا الفصل كوسائل التدفئة والمؤن وغيرها.
(الأخبار)