تسود واقع القضاء «ثقافة المراجعات» التي غدت وجهاً من أوجه التدخل في شؤونه. وكثيراً ما تكون تلك المراجعات طلباً لنصرة متقاضٍ على خصمه أو دفعاً لملاحقة يتعرض لها صاحب المراجعة أو من يسانده ويدعمه. والحقيقة تقال، إن الكثير من القضاة يصدون مثل هذه المحاولات، وإن كان البعض منهم يصغي إلى أصحابها ولا يعمل إلا بما يفرضه القانون مهما علا شأن صاحب «الواسطة». وبالرغم من المناعة والحصانة الذاتية التي يتمتع بها أكثر القضاة، والكفيلة بحماية حقوق المتقاضين، فإن هذه الثقافة الخطرة تستدعي المواجهة والقمع عبر تشريعات تعاقب من يقدم على هذه الخطوة. فالمراجعات والاستجداء على أبواب القضاة هما وجه من أوجه الفساد الذي لا بد من القضاء عليه حفاظاً على العدالة.