strong>فاتن الحاج
حرص رئيس دائرة التثقيف السياسي في التيار الوطني الحر الدكتور بسام الهاشم على إزالة الالتباس حول المحطات المتصلة بنشأة التيار ورؤيته للمشهد السياسي اللبناني. وقد قدم قراءة سوسيولوجية لتصورات التيار، خلال حوار مفتوح دعت إليه خيمة الأنشطة الشبابية في ساحة رياض الصلح.
لكنّ النشاط لم يستقر في الخيمة، بعدما تعذر سماع المحاضر نتيجة الأناشيد الحماسية المدوية في المكان. وانتقل المشاركون بعد ساعة من موعد الحوار إلى خيمة التيار الرئيسية في ساحة الشهداء.
وكان الهاشم قد أعلن في بداية حديثه «أنّ خطابنا واحد في السر والعلن، فنحن في السياسة لبنانيون فقط». ورأى أنّ الفترة المفصلية للتيار تشكلت بين أيلول 1988و13 تشرين الأول 1990، ثم توقف عند الظروف التي رافقت وصول النائب العماد ميشال عون إلى رئاسة الحكومة الانتقالية في عام 1988، فتحدث عن قوتين إقليميتين: إسرائيل «التي سعت إلى تفتيت لبنان على قاعدة الفرز الطائفي»، وسوريا «التي حرصت، بالتركيز على العنصرية الطائفية، على ضم لبنان بعد تكون الظروف الملائمة لذلك». وقد قابلت هاتين القوتين في تلك الفترة، بحسب الهاشم، ثلاث قوى ميليشياوية: «القوات اللبنانية في «الشرقية»، الحزب التقدمي الاشتراكي في «الجبل»، وحركة أمل في المناطق ذات الكثافة الشيعية، على حد تعبيره، التي نافست آنذاك قوة مقاوِمة صاعدة (حزب الله) على الطائفة الشيعية والإمساك بزمام أمورها».
وفيما ذكّر «بأننا جماعة 14 آذار الحقيقيون بعيداً من التزوير والزيف»، نفى الهاشم أن يكون الصراع الذي بدأ في 14 شباط 1989 آنذاك مسيحياً ــ مسيحياً، إذ لم يكن مع القوات اللبنانية فحسب، بل مع كل هذه الميليشيات، وإن كان ما سمّاه التلاعب الإعلامي جعل من ظاهرة العماد عون الوطنية حركة مسيحية، كما قال.
أما في 14 آذار من العام نفسه، يضيف الهاشم، فاستطاع العماد عون أن يجعل التصدي مباشراً مع القوات السورية التي صنفها قوات «احتلال» وأعلن عليها حرب التحرير.
وقد سارع الهاشم إلى القول إنّ 13تشرين الأول1990 لم يكن سوى معركة خسرناها من حرب لا تزال مستمرة حتى اليوم لبناء دولة المواطن العلمانية الديموقراطية الحقة، و«إن كانت الديمقراطية التوافقية هي التي تحكم في لبنان».
غير أنّ الحوار مع المشاركين كشف اختلافاً جوهرياً في وجهات النظر في العلاقة مع سوريا والقضية الفلسطينية ومدى التناسب بين العلمانية والديموقراطية التوافقية. وقد أثار النقاش حفيظة شباب حركة أمل الذين اعترضوا على اعتبار المحاضر الحركة قوة ميليشياوية غير مقاومة. وتدخل منسق خيمة الأنشطة الشبابية بشار اللقيس فدعا الحاضرين إلى تحويل نقاط الاختلاف إلى نقاط تفاعل وتكامل.