بعلبك ــ عبادة كسر
يرزح مشروع الإرث الثقافي في مدينة بعلبك تحت وطأة المد والجزر في ما يتعلق بفاعليته، إذ يقول رئيس بلدية بعلبك محسن الجمال إن «أعمال المشروع في الآونة الأخيرة شبه متوقــــــــفــــة، والورش تتخذ شكلاً صورياً لتغطية عجز ما». بينما يتحدث أحد المسؤولين عن التنفيذ المهندس علي عبد الساتر «أنه على الرغم من الأزمة المالية التي مرت بها الشركة، نحن على الأرض مع العمال ونعمل بطريقة مكثفة حتى في أيام العطل».
من جهة أخرى، رصد البنك الدولي لمدينة بعلبك 16 مليون دولار لتنفيذ مشروع الإرث الثقافي الذي وزع على 3 مراحل، تهدف إلى الحفاظ على إرث المدينة من آثار منشآت موروثة قديمة مرتبطة بخصوصية بعلبك، إضافة إلى التنمية المدينية، والإنماء السياحيوقد بدأت المرحلة الأولى في أيلول عام 2005، حيث كان من المفترض أن تنتهي أواخر العام الجاري، ولكن ظروف الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، والتعديلات التي طرحت من جانب مجلس الإنماء والإعمار والاستشاريين وبلدية بعلبك، عملت على تأخير إنهاء هذه المرحلة إلى نيسان عام 2007، وفق توقعات القيّمين على المشروع.
أبدت بلدية بعلبك تعاوناً كبيراً مع هذا المشروع ووفّرت له كل السبل المتاحة لديها وذلك لضمان إنجاز المشروع بنجاح، لكن سرعان ما تبدلت الصورة بغياب التعاون المذكور بعد الفترة التي تلت الحرب، وفي هذا الصدد يؤكد المهندس علي عبد الساتر مساعدة البلدية وتجاوبها «ولكن المشكلة برزت بعد ذلك من خلال انتهاك الناس للأعمال التي تنفذ، إذ تتعرض حواجز الحماية والأمان للطرق التي تحفظ المشروع للنزع من جانب المواطنين بغية ركن السيارات على الأرصفة الحديثة الإنشاء ما أدى إلى تضرّرها، وذلك يحتم علينا إعادة العمل من جديد». ويتابع «أحياناً نضطر إلى قطع طريق لكي ننفّذ عملاً ما، فنفاجأ بعد يوم بأنه قد فتح، إضافة إلى عبور السيارات على الطرق التى تحولت مع المشروع إلى طرق للمشاة، على الرغم من أنها غير مؤهلة للسيارات».
الأرصفة التي نفذها المشروع أصبحت مواقف للسيارات والشاحنات الصغيرة والجرارات الزراعية، فيما الأرصفة المنفذة حديثاً والممتدة من مصرف الجمال إلى القلعة تتعرض بدورها للردم والشق لاختصار المسافات وربما يعود ذلك إلى خطة السير السيئة.
ويقول عبد الساتر: «لقد رفعنا كتباً خطية إلى مخفر بعلبك والمجلس البلدي من أجل توفير الحماية اللازمة لهذه الأعمال، بهدف الحفاظ على إنجازات المشروع، غير أننا لم نلق تجاوباً».
ويؤكد رئيس بلدية بعلبك محسن الجمال أن «مشروع الإرث الثقافي بدأ بوتيرة ممتازة، وقام بتنفيذ أعمال كثيرة وفق جدولة زمنية محددة، ولكن بسبب الحرب تغيّر أسلوب عمله، وغاب القيمون عليه نهائياً تلك الفترة، ولم يستأنفوا عملهم إلا منذ مدة وجيزة. فأصحاب المؤسسات المجاورة لمنطــــــقة تنفيذ الأشغال أقفلوا أبوابهم، والطرق التي حفرت لم تنفذ بشكل نهائي، وبدأ المواطنون بالتوافد على البلدية للمطالبة بإنقاذهم، فبلدية بعلبك تتلقى النتائج السلبية التي يقوم بها المتعهد.
أما العمل عند مدخل بعلبك فقد توقف لفترة طويلة إلى أن استأنف المشروع عمله إثر ضغوط من المواطنين والبلدية».
وأكد أن البلدية ستقوم بحماية المشروع و«إعادته إلى حيويته».. رافضاً بالمطلق «تحميل البلدية وزر أخطاء الغير وتقاعسهم عن تنفيذ الأعمال».