غربي بعلبك ــ علي سلمان
ينتظر «أوتوستراد» شمسطار ــ كفردبش ــ بيت شاما ضحايا جدداً كل يوم، وهو على موعد دائم مع موت لا تنتهي فصوله ما دامت الطريق باقية على ما هي عليه.
أكثر من ثلاثين قتيلاً سقطوا على الطريق المذكورة حتى اليوم، كان آخرهم قبل أيام الشاب مهدي علي حمية (28 سنة) والعدد مرشح للارتفاع في كل لحظة لأن العلّة لا تزال موجودة والعلاج مؤجل إن لم نقل مستحيلاً في ظل تجاهل رسمي ولامبالاة المسؤولين الذين يسلكون الطريق بســـــياراتهم بشكل شبه يومي.
أُخضع أوتوستراد شمسطار لعمليات تجاذب سياسي عديدة منذ أن بُدئ بتنفيذه قبل عشرين سنة بعد ولادة قيصرية استمرت عشرين سنة أيضاً، وجرى تنفيذه وفق معايير هندسية وفنية مخالفة تماماً لدفتر الشروط من حيث ضمّه ضمن مسافة 3 كيلومترات تقريباً أربعة منعطفات بزوايا تصل إلى 170 درجة، فضلاً عن الانخسافات «والتلال» و«النزلات» الممتلئ بها والتي تعوق رؤية السيارات من مسافات قريبة. يعود تاريخ الانطلاق بالأوتوستراد الى عام 1965 عندما قامت الدولة باستملاك الأراضي المنوي شق الطريق فيها ووضعت الخرائط والخطط الهندسية، ودفتر الشروط المطلوبة لذلك، وحددت منطقة الطريق ابتداء من بلدة أبلح مروراً ببلدتي كفردبش وشمسطار وانتهاء ببلدة دير الأحمر. إلا أن الأمر بقي حبراً على ورق حتى منتصف الثمانينيات وأنجزت وزارة الأشغال العامة وصلة بطول كيلومتر واحد تقريباً بين كفردبش وشمسطار، ووصلة ثانية بعد عشر سنوات، أي عام 1995، تصل أيضاً بين البلدتين المذكورتين مخالفة بذلك مضمون الخرائـــــــــط المتـفــــق عليها أثناء التنفيذ.
وبحسب رئيس بلدية شمسطار السابق الحاج مهدي زين الذي واكب المستجدات المتعلقة بالطريق في فترة سابقة، فإن الوصلة التي أُنجزت من الطريق جاءت مخالفة تماماً دفتر الشروط، إذ قُلّص عرضه لأسباب سياسية من عشرين متراً إلى حدود اثني عشر متراً ما نزع عنه صفة الأوتوستراد، الأمر الذي تسبب ولا يزال بحوادث سير مميتة ودائمة نتيجة كثرة المنعطفات والهوابط والصواعد.
ويشير زين إلى ان وزارة الأشغال العامة طلبت من البلديات عام 2000 إنجاز البنى التحتية للطريق بأسرع وقت ممكن تمهيداً للانطلاق بالمشروع بتمويل من البنك الدولي. فقامت البلديات بما طلب إليها وخصوصاً بلدية شمسطار، حيث الوصلة الأخطر من الطريق.
تجدر الإشــــــارة إلى ان الرئيس نجيب ميقاتي قام بجولة تفقدية للطريق أثناء تولّيه وزارة الأشغال العامة، ووعد بتصحيح الأخطاء. ويطالب زين الرئيس ميقاتي وهو خير شاهد على واقع الطريق، والأعلم بعـــــــمـليات تلزيمه التي جـــــــرت يومها ولا تزال، بأن يضع المســــــــؤولين الحالييـن أمام مســـــــــــــؤولـــــــياتهم الحقيقية.