نعمت بدر الدين
لم يمرّ وقت طويل على إقرار مجلس الوزراء التشكيلات الدبلوماسية المتعلقة بتعيينات الفئة الاولى، حتى تبيّن أن هذا التوافق لم يسرِ على تشكيلات الفئة الثانية في السلك نفسه (قناصل عامين وسكرتاريين)، والتي تعطلها التدخلات السياسية حتى اللحظة.
مشروع التشكيلات الدبلوماسية للفئة الثانية كان قد أرسله وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ إلى مجلس الخدمة المدنية، وسط حديث عن إجماع على التوزيع المقترح، إلا أن الوضع تغير بعد تشكيلات السفراء، فتقررت إعادة البحث لإعداد مشروع جديد يطاول مواقع اكثر من التي تضمنها المشروع الأول.
مصادر دبلوماسية شرحت لـ«الأخبار» ضرورة أن تبصر هذه التشكيلات النور، لأن هناك حاجة ملحّة متأتية عن شواغر في القنصليــــــــــــات العامة، وتضيف أن هذه المراكز يجب أن تــــــــــــخرج من جعبة المسؤولين السياسيــــــــــــين، لكونها لا تمثّل عقدة ســــــــــــياسية. فتعيين القنصل يجب أن يخضع لأولويات الأقدمية في السلك: الكفــــــــــــاءة والجدارة والنزاهة، إضافة إلى السنوات التي قضاها الدبلوماسي في الإدارة المركزية أو في البلدان التي خدم فيها، علماً بأن المرسوم المطلــــــــــــوب يحتاج الى توافق ثلاثي، بين وزير الخارجية ورئيس الحكومــــــــــــة ثم رئيس الجمهورية، ولا يقتضي عرضه على مجلس الوزراء، وخصوصاً أن التأخير في إصداره قد يعرقل نفاذ تشكيلات السفراء, نظراً إلى وجــــــــــــود مراكز سياسية ستشغر في القنصليات العامة في الخارج، وهو ما يسبــــــــــــب فراغات، ستؤجل بدورها نقل بعض السفراء، فضلاً عن احتمال خرق الأصول عبر التمديد للبعض الآخر، أو إبقاء بعض ثالث في الإدارة المركزية وقد تخطى الحد القانوني، وهو البقاء سنتين داخل لبنان.
وتكشف معلومات خاصة لـ«الأخبار» أن ثمة أوضاعاً خاصة في هذا الملف لجهة التوزعات الطائفية والمذهبية لدبلوماسيي الفئة الثانية لا تزال عالقة، منها ما يتعلق بالقنصليات العامة في مرسيليا ــ ميلانو ــ دبي ــ جدة ــ اسطنبول ــ ملبورن ــ سيدني ــ ساو باولو ــ لاغوس ــ مونتريــــــــــــال. وهناك قنصلية عامة مستحدثــــــــــــة هي «فوس دي بواستو» في البرازيل، لم يُعــــــــــــرف حتى الآن إلى أي طائفــــــــــــة ستذهب أو من سيشغلهــــــــــــا.
فعلى سبيل المثال، المرشح الأبرز لمنصب القنصل العام في نيويورك هو الدبلوماسي حسام دياب، ذو الأقدمية على غيره من الدبلوماسيين الشيعة، اضافة إلى كونه قد تخطّى السنوات الثلاث في الإدارة المركزية، وكان قد عمل قائماً بأعمال البعثة اللبنانية في الأمم المتحدة، إلا أن هذا التعيين لم يتمّ لأن هناك مساعي مستجدّة وتدخلات من أجل تعيين مرشح آخر في هذا الموقع الذي شغر بترقية شاغله السابق محمد حركة، الذي عُين سفيراً في اليابان.
وهناك القنصلية العامة في ديتــــــــــــرويت، التي كان من المفترض أن يُعيّن فيها المستشــــــــــــار فادي الحاج علي مكان علي عجمي الذي عُين سفيراً في أبيدجان. والقنصلية العامة في لوس أنجلس، وكان من المفترض أن يُعين فيها سعد زخيا مكان شربل وهبة. والقنصلية العامة في الإسكندرية التــــــــــــي من المفترض أن يُعين فيها المستشار محمد سكينة مكان السفير نضال يحيى الذي سيــــــــــــعود إلى الإدارة المركزيــــــــــــة في بيروت. والقنصليــــــــــــة العامة في الريودي جانيرو، المفترض أن تنقل إليها منى التنير مكان علي ضاهر الذي سيعود الى الإدارة المركزية.
إلا أن هناك تدخلات لنقل التنير إلى الإسكندريــــــــــــة لظروف خاصة، وهي الموجودة حاليــــــــــــاً في سلطنة عمان (مسقط)، خصوصاً أن مركز القنصليــــــــــــة العامة في الإسكندرية يعود حسب التوزيع المذهبي إلى الشيعة، ويشغله حالياً المستشار نضال يحيى. وترجّــــــــــــح المعلومات أن تنجح التدخلات المذكورة، بحيث يذهب القنصل علي الحلبي (سني) الموجود في القاهرة حالياً، الى القنصلية العامة في الريودي جانيرو بدل التنير.
مصادر دبلوماسية قالت لـ«الأخبار» إن التشكيــــــــــــلات الدبلوماسية للفئة الثــــــــــــانية ستحتاج إلى عــــــــــــدة أسابيــــــــــــع ليتمّ التوافق عليها، وستكون مقياســــــــــــاً آخر لصراع قوى السلطــــــــــــة وتقاطعها مع التوزعات المذهبــــــــــــية للإدارة العامــــــــــــة في لبنان.