strong>وفاء عواد
لم يعثر عضو «كتلة اللقاء الديموقراطي» الوزير والنائب مروان حمادة في تراث الأديب سعيد تقي الدين، إلا على «رفّة جناح»: «أفصح ما تكون القحباء حين تحاضر في العفاف» ليتهجم على رئيس الجمهورية إميل لحود، متناسياً أن تقي الدين قال في «رفّات جناح» أخرى: «آكل الثوم لا تفوح منه رائحة الكولونيا»، و«من قضى حياته منحنياً أمام القوي لا تلمع الشمس على جبينه».
وإن كان رئيس المجلس نبيه بري قد حرص على إبقاء الخطاب السياسي تحت سقف التصعيد المضبوط، فإن ملاحظات لحود على مسوّدة المحكمة الدولية، شكّلت مادة دسمة لـ«الأكثرية»، ولّدت لديها انفجاراً. هكذا شهدت الجلسة النيابية العامة التي انعقدت أمس، من خلال «الأوراق الواردة»، هجوماً سياسياً غير مسبوق من نواب «الأكثرية» في اتجاه لحود، متجاوزين الحجج القانونية ‏والدستورية الواردة في الملاحظات، ومستخدمين كل «المحرّمات» في مداخلاتهم، وصولاً الى إعادة فتح المعركة الرئاسية واعتبارها أولوية على جدول أعمال جلسات التشاور.
في المقابل، حرص نواب المعارضة على تأكيد رفض أية محاولة لاستدراجهم الى الدفاع عن مقام الرئاسة، وانصرفوا الى طرح حقوق الناس المشروعة، مثل موضوعي الموازنة والتعويضات، إضافة الى مواضيع أخرى إنمائية.
وبعيداً عن الإيحاء، أرسل عضو «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله رسالة واضحة الى «الأكثرية»، من خلال طرح موضوع تأخير الموازنة، مفادها أن هدف «حزب الله» هو تغيير الحكومة، من خلال قوله: «ربما تكون إحدى مآثر حكومتنا أنها ستنهي ولايتها من دون مشروع موازنة».
وبدوره، رد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة مدافعاً: «هذه الحكومة ليست حكومة متفرجة. حرام أن نظلم ونجلد أنفسنا ونضيّع الفرص المتاحة. وهي لن تنهي ولايتها قبل إنجاز الموازنة».
وفي شأن التعويضات، أكد السنيورة أن «لا ظن أو نية للتأخير، فهمّ الحكومة احتضان جميع اللبنانيين». وفي موضوع الموازنة، أشار الى أنها «تبنى على فرضيات ينبغي أن تحتوي على جملة من الأمور، وأن تأخذ في الاعتبار أن من الاساسي الحصول على الدعم الدولي».
وكانت الجلسة قد بدأت أعمالها بعد مرور نصف ساعة على نهاية تحليق الطائرات الإسرائيلية فوق العاصمة بيروت وضاحيتها، ما دفع الرئيس بري الى القول: «نريد صواريخ أرض ــ جو لحماية العاصمة من الطائرات الاسرائيلية. التحليق المعادي ظل ساعة في الجو، وظننا أن هناك محاولة لاغتيال أحد الكبار».
وكان لافتاً استمرار الرئيس حسين الحسيني في مقاطعة جلسات المجلس. وفي حديث إلى «الأخبار»، أوضح الحسيني أنه «عندما يستعيد مجلس النواب صلاحياته كاملة، سأحضر الجلسات. حوّلوه أداة بصم، وأنا لا أحضر البصم. لبنان مرّ بحرب، والمجلس معني بمناقشة ما حصل والتدابير الواجب اتخاذها. الأمور المهمة تبحث خارجه، ولا يليق بنا أن نحضر. لقد ألغوا المجلس وألغوا الحكومة»، محمّلاً المسؤولية لرئيس المجلس والنواب الذين قبلوا أن يسيروا بـ«القطيع».
وانتهت أعمال الجلسة، لتظل الملاحظات التي أوردها رئيس الجمهورية حيال مسوّدة المحكمة الدولية من دون أجوبة دستورية أ‏و قانونية.
وفي ما يأتي أبرز ما تضمنته مداخلات النواب في الجلسة العامة، إضافة الى رد رئيس الحكومة على بعض ما طرح فيها:
• بهية الحريري: رئاسة الجمهورية حاولت الإلتفاف على المحكمة التي هي محل إجماع اللبنانيين. إن ما طالعنا به رئيس الجمهورية يعتبر محاولة واضحة لنسف المحكمة وإخفاء الحقيقة.
• أكرم شهيب: اندفاع رئيس الجمهورية في حربه على المحكمة ذات الطابع الدولي يستدعي التوقف مليا عند أزمة الحكم التي يعانيها لبنان منذ التمديد؟. المحكمة اولوية واكثر اهمية من البحث في وزارة أو قانون انتخابات.
• نعمة الله ابي نصر: الحوار ليس افضل حالا من الطرق، فالتواصل بين السياسيين كالتواصل بين المناطق دونه عقبات وجسور مقطوعة.
• النائب عبد اللطيف الزين: الحكومة يجب ان تعمل بسرعة لاعطاء التعويضات.
• مصطفى هاشم: الرئيس الممدد له قسرا بملاحظاته يحاول عرقلة تأليف المحكمة وافتعال ازمة بين لبنان والامم المتحدة. اننا نرى من حقنا، وبعد الملاحظات التي أبداها لحود، الدعوة الى انهاء مفاعيل التمديد القسري واللادستوري لولايته.
• محمد قباني: الموضوع الابرز والمشكلة الاكبر في لبنان هي في رئاسة الجمهورية قبل اي امر آخر.
• الياس عطاالله: رحبنا بالتشاور، لكن لم ولن نرحب بمحدوديته، مضموناً ومهلاً.
• ايلي عون: يجب أن تتطور المبادرة التشاورية لتشكل جسر عبور من تشاور ضيق محدد في سقف زمني وسياسي الى حوار واسع يشمل كل نقاط الخلاف.
• حسن فضل الله: الحكومة تشلّ عمل المجلس النيابي. ووفق الدستور، كان يجب ان يناقش المجلس في أول جلسة له في هذا العقد مشروع الموازنة، ونحن دخلنا في الشهر الثالث لانتهاء العدوان الاسرائيلي والحكومة لم تقدم شيئا بعد من أجل التعويضات. فهل هذا المال سيوظف لامور أخرى؟ ربما تكون إحدى مآثر حكومتنا انها ستنهي ولايتها من دون مشروع موازنة.
• حسين الحاج حسن: ما هي سياسة الحكومة تجاه هذه الاعتداءات الاسرائيلية؟ وهل الاصدقاء الذين يدعون صداقة لبنان وصداقة هذه الحكومة يعرفون بهذه الخروق؟ وما هي الاجراءات التي ستتبعها الحكومة لمعالجة هذه الخروق وإنهائها؟
• انطوان اندراوس: مستوطن بعبدا رغم مهارته في السباحة يغرق في مستنقع التورط في الجريمة الكبرى. مأمور ريف دمشق يصبح مشتبها فيه بمجرد محاولته طمس الحقيقة ونسف نظام المحكمة ذات الطابع الدولي، فملاحظاته هي دعوة صريحة الى مزيد من الاغتيالات. عبد ريف دمشق يتوج كرهه للرئيس الشهيد في السنة الاخيرة من ولايته المسروقة بقتله مرة أخرى.
• أنور الخليل: نسأل عن موازنة الـ 2006 و2007، وأعتقد انها خطوة أساسية قبل الذهاب الى مؤتمر باريس، وآمل ان يكون هذا الامر مهما من اجل ابعاد المحاسبة عن الحكومة. وتطرق الى مشروع التعويضات في المنطقة المحررة.
• مروان حماده: المشكلة ليست حول طاولة الحوار، المشكلة في بعبدا منذ ايلول 2004. فالذي يتحدث عن الدستور هو الذي يخرق الدستور، ثم اختلس مسودات ليفتعل منها ازمة حماية لنفسه وللمجرمين الاخرين.
• بطرس حرب: البلد لا يمكن ان يسير وهناك خلل في رأس الهرم.
* فؤاد السنيورة: في موضوع المحكمة الدولية، أود أن أوضح انه في 12 كانون الاول عقدت جلسة لمجلس الوزراء واتخذ قرار التشاور بين الحكومة اللبنانية ومجلس الامن ومندوبين من الامم المتحدة. وقر الرأي على تكليف وزير العدل انتداب القاضيين، وذلك في حضور فخامة الرئيس. وقد وصلتنا المسودة الاولى التي جرى ابلاغ دولة الرئيس بها، وعلى هذا الاساس كان يفترض ان هناك امورا يود فخامة الرئيس ان يتداولها مع رئيس مجلس الوزراء، وبدل أن يتم تداول ذلك بحسب ما ينص الدستور، وصلتني النسخة بعدما جرى إطلاع الاعلام عليها، وهذا أمر مخالف للاصول، ويحزنني التخاطب عن طريق وسائل الاعلام ولا سيما في امور بمنتهى الدقة والحساسية وتتعلق بمجلس الامن والامم المتحد. وكنا نتمنى على فخامة الرئيس الا يلجأ الى هذا الامر.
وعن موضوع الخروق الاسرائيلية، قال: «نحن نعاني منها، والتعليمات معطاة للجيش اللبناني الموجود في الجنوب لحماية البلاد والتصدي لاي اعتداء اسرائيلي، وجرت اختراقات جوية هذا الصباح والجيش تصدى للطيران الاسرائيلي. اننا نقوم بشكل مستمر بإطلاع الدول والامم المتحدة التي لها قدرة تأثيرية بشكل مستمر على الخروق الجوية او الخط الازرق او قرية الغجر او ما يتعلق بمزارع شبعا. لذلك، نحن نستمر في اتخاذ كل الاجراءات، ونؤكد دور القوات الدولية وصدقية عملها».




* أخطأ السنيورة ونادى بري: «فخامة الرئيس»، فردّ بري معلّقاً: «هيدي غلطة عمرو».
* عندما طلب الرئيس بري شطب كلمة «القحباء» التي ذكرها حمادة في مداخلته، من محضر الجلسة، سأل النائب نقولا فتوش: «ما البديل عن هذه الكلمة؟»، فردّ عليه بري بالقول: «أف شو زحلاوي».
* طلب النائب أنور الخليل من السنيورة التبرّع لبناء جسر «الدلافة»، ردّ بري: «هيدا مش الدلافة. بيدلف مجلس النواب وما بيتبرّع».
* أثناء إلقاء النائب عباس هاشم مداخلته التي اتهم فيها رئيس الحكومة بشطب بلاد جبيل من ذاكرته و«هي تشطبه من ذاكرتها لعدم الإهتمام بها إنمائياً»، تدخّل النائب محمد الحجار مدافعاً عن السنيورة قائلاً: «عيب هذا الكلام»، فردّ هاشم: «عيب عليك إنت»، ما استدعى تدخل بري لفضّ الخلاف.
* إمتنع النائب نقولا فتوش عن إلقاء مداخلته، مكتفياً بالقول: «كنت أودّ الكلام، لكنني قررت أن أصمت».
* إنشغل عضوا “اللقاء الديمقراطي» نبيل البستاني وفؤاد السعد بتوزيع «البونبون» على زملائهما، فاستذكر نواب «ضيافة الشاي» في مرجعيون.
*بعد إثارة النائب غازي زعيتر موضوع اوتوستراد رياق- بعلبك، توجه بري بالقول للسنيورة: افتح الدفتر الطويل وسجل هذه الملاحظة.
* عند تقديم السنيورة مداخلة حول قانون الإستملاك قاطعه النائب علي حسن خليل بالقول: «للأسف، نحن معك».
* وصل نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري متأخراً ساعتين.