عمر نشابة
تؤكد المستندات الرسمية الصادرة عن مديرية الجمارك في وزارة المالية، أن ديبلوماسياً أميركياً استورد ثلاثة كواتم صوت إلى لبنان عبر مطار بيروت الدولي. ويصف مستندان رسميان صادران عن مؤسستين في الجمهورية اللبنانية الأغراض المستوردة بـ«الحربية». هذه حقيقة لا تحتمل الشكّ، ولكن إذا أراد وزير الداخلية بالوكالة أحمد فتفت إنكار الأمر والادعاء بأن كواتم الصوت هي لبندقية «خردق»، كما ورد في بيان لوزارة الداخلية أول من أمس، فعليه أن يكذِّب ما صدر عن مؤسسات الدولة أوّلاً. وقبل أن يتّهم البيان «الأخبار» التي نشرت الخبر بـ«تضخيم الأمور واستغلالها في أغراض سياسية معروفة الخلفيات والدوافع» يستحسن أن يدقّق فتفت بخلفيات ودوافع قسم العدل في الصحيفة التي لا تبدو «معروفة» له أبداً.
يتّهم بيان الداخلية «الأخبار» بـ«تضخيم الأمور» وكأن إدخال كواتم صوت وعتاد «حربي» إلى لبنان في هذه المرحلة الحساسة، وخصوصاً بعد استهداف واغتيال عدد من السياسيين والإعلاميين منذ الأول من تشرين الأول 2004، لا يدعو المواطنين والحرصاء على الأمن والاستقرار إلى التساؤل عن تفاصيل واحتمالات تخصّ عتاداً «حربياً» مستورداً عبر المطار. إن موضوعاً من هذا النوع لا يحتاج إلى تضخيم لأنه يتعلّق بأمن المواطنين وسلامتهم وهذا بحدّ ذاته يجعله «ضخماً».
ماذا «يعرف» الوزير فتفت عن منهجية التحقيقات الصحافية INVESTIGATIVE JOURNALISM وعن أهداف هذه التحقيقات؟ يبدو من البيان الصادر عن وزارته أنه لا علم له بدور الصحافة ومهمتها. فعندما يقرأ صحافي محضر كشف عن طرد مشبوه صادر عن الجمارك يذكر ثلاثة كواتم نوعية اثنين منها مدونة في المحضر، فيما نوعية الثالث غير معروفة، ألا يصبح الشكّ منطقياً ومهنياً؟
تدّعي وزارة فتفت (بالوكالة) أن كواتم الصوت هي لبنادق «خردق» فهل يصدّق أحد أن دبلوماسياً أميركياً يستخدم ثلاثة كواتم صوت مختلفة ليتسلّى بـ«أم حبة» في عوكر؟