فداء عيتاني
أجرى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة اتصالات هاتفية بعد ظهر امس بعدد من رؤساء الحكومات السابقين، كان يشغل باله خبر السعي الى «تعيين مفت شعبي» وسأل أول من سأل الرئيس سليم الحص، الذي عاد وأجرى اتصالات، بحسب ما أفاد «الاخبار» «بكل المصادر التي لها علاقة بالأمر والاسماء التي ذكرها الرئيس السنيورة وتبيّن ان الحديث عن تعيين مفت شعبي ليس اكثر من شائعة».
الرئيس عمر كرامي أيضاً تلقى اتصالاً من الرئيس السنيورة الذي طالب كل من اتصل بهم بالهدوء والحرص على وحدة الطائفة السنية.
وفي الاتصال الهاتفي بين السنيورة وكرامي سأل الأول عن صحة المعلومات عن تعيين مفت شعبي فأجابه كرامي ممازحاً «نعم سأعيَّن أنا لكوني من عائلة مفتين»، ورد السنيورة بالقول «على أن لا يكون التعيين بالوكالة» فرد كرامي «لقد قطعنا مرحلة بالوكالة، وفي كل الاحوال يمكن أن أجيّر لك موقع الإفتاء إذا كنت راغباً فيه».
الا أن كرامي أكد للسنيورة أن «كل الاحتمالات مفتوحة أمام الاجتماع والتباحث في شؤون الطائفة، ولا مجال لوضع حدود مسبقة».
وأبلغ كرامي الحص في اتصال لاحق أن الجميع حريص على وحدة الطائفة وأن عبد الرحيم مراد دعا السنة من أعضاء اللقاء الوطني إلى التشاور في موضوع الخلل في دار الإفتاء وزيارة رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع المفتي محمد رشيد قباني في أول أيام العيد والتأكيد على موقف الطائفة المعادي للتدخل الأميركي في لبنان ولإسرائيل. وأكد كرامي أن المسألة ليست أبعد من لقاء تشاوري، علماً بأن موقف الرئيس الحص متطابق مع هذا الاتجاه العريض.
وقال كرامي للحص إن إصلاح الاعوجاج ضرورة وإن لم يعيّن أحد مفتياً شعبياً بعد أو يسعَ الى شق الطائفة.
ويعقد اللقاء التشاوري في منزل عبد الرحيم مراد في المبنى نفسه الذي يقطنه مفتي الجمهورية والذي استقبل فيه سمير جعجع، علماً بأن المفتي حالياً في فرنسا، وتشير مصادر من دار الفتوى إلى أن المفتي لا يلقي بالاً إلى ما يحصل في داخل الدار، وانه مصر على مواقفه وخاصة مسألة تعيين مفتي بالوكالة في عكار، بينما ترددت معلومات من باريس عن لقاء المفتي قباني مع شخصيات عربية.