ذكر الجيش اللبناني أن الطائرات الحربية الإسرائيلية انتهكت مجدداً صباح أمس الأجواء اللبنانية حيث حلقت على علو منخفض فوق بيروت وجنوب لبنان حيث تنتشر قوات اليونيفيل. وأعلنت قيادة الجيش ــ مديرية التوجيه أنه «اعتباراً من الساعة 9,10 من صباح أمس اخترقت ثماني طائرات حربية إسرائيلية معادية آتية من فوق بلدة علما الشعب الأجواء اللبنانية، حيث حلقت أربع منها فوق المناطق الجنوبية، فيما اتجهت الطائرات الأخرى شمالاً، وحلقت على علو منخفض فوق مناطق البقاع وجبل لبنان والعاصمة بيروت وصولاً إلى شكا. ثم غادرت جميعها تباعاً حتى الساعة 10,10 باتجاه الأراضي المحتلة». وأضاف البيان: «وقد تصدت لها المضادات الأرضية التابعة للجيش في منطقة الجنوب». وهي المرة الأولى التي يطلق فيها الجيش مضاداته الجوية على الطائرات الإسرائيلية منذ وقف الأعمال الحربية.وأكد مراسل لوكالة فرانس برس في القطاع الشرقي من جنوب لبنان أن ضباطاً في القوة الدولية عبّروا عن قلقهم بشأن عمليات التحليق هذه التي تعد الأكثر كثافة منذ انتهاء الهجوم الإسرائيلي في 14 آب الماضي.
وأكد الجيش الإسرائيلي خبر تحليق طائراته الحربية في أجواء لبنان، وتحديداً فوق الضاحية الجنوبية في بيروت. وقال مصدر عسكري إسرائيلي إن تحليق الطائرات الحربية في سماء العاصمة اللبنانية هو «عملية اعتيادية» في إطار السياسة التي قررتها إسرائيل على أثر وقف إطلاق النار والقاضية بمواصلة تحليق الطائرات الحربية في أجواء لبنان بهدف جمع معلومات استخبارية، وذلك حتى استعادة الجنديين الإسرائيليين الأسيرين لدى حزب الله.
وكانت طائرات حربية إسرائيلية قد حلقت هذا الأسبوع قريباً جداً من مروحية تابعة لسلاح الجو الألماني العاملة ضمن القوات الدولية في لبنان. كما أطلقت طائرات حربية إسرائيلية الأسبوع الماضي النار قرب سفينة تجسس ألمانية تعمل ضمن القوات الدولية في لبنان.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيرتس قد صرح أخيراً بأن إسرائيل «ليست حرة فحسب في الاستمرار بالطلعات الجوية في لبنان، بل إن ذلك من حقها». وأوضح بيرتس أن إسرائيل «لن تقبل» بإطلاق النار على طائراتها الحربية أثناء طلعاتها في أجواء لبنان.
وفي ردود الفعل على الخرق الإسرائيلي، عبّر الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة غير بيدرسون عن «قلقه الجدي تجاه الطلعات الجوية الإسرائيلية المستمرة بما يشكل انتهاكاً للسيادة اللبنانية وللقرار 1701، وتحديداً الغارات الوهمية الشديدة فوق بيروت صباح اليوم (أمس)». وأكد البيان الصادر عن مركز الأمم المتحدة للإعلام أن قوات اليونيفيل سجلت خلال اليومين الماضيين ثمانية خروق إسرائيلية للأجواء اللبنانية.
من جهتها، دعت فرنسا مجدداً إسرائيل إلى وقف تحليق طائراتها في المجال الجوي اللبناني، مشيرة إلى أن ذلك يشكل «انتهاكاً لسيادة لبنان». ورداً على سؤال في مؤتمر صحافي، قال الناطق باسم وزارة الخارجية جان باتيست ماتيي: «ندعو إسرائيل إلى وضع حد لهذا التحليق» الذي «يشكل انتهاكاً لسيادة لبنان». وأضاف: «نرى أنها مخالفة للقرار 1701 نصاً وروحاً». وقال المتحدث: «ندعو كل الأطراف إلى الامتناع عن أي عمل من شأنه أن يزيد حدة التوتر».
وفي مدريد، طلب وزير الدفاع الإسباني خوسيه أنطونيو ألونسو والممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا أمس من إسرائيل وقف طلعات طائراتها الحربية فوق لبنان. وطلب المسؤولان في مؤتمر صحافي مشترك «بوضوح» من الحكومة الإسرائيلية وضع حد لعمليات سلاح الجو الإسرائيلي في سماء لبنان. وقال سولانا للصحافيين في مدريد: «تحدثت مع السلطات الإسرائيلية قائلاً لهم إنه ينبغي أن يوقفوا عملياتهم التي نراها تعرض التسوية للخطر بناء على القرار». لكن سولانا قال إن قرار الأمم المتحدة «التُزِم به بصورة حسنة» في مجمله وإن رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة أعرب عن رضاه عن نشر قوات الأمم المتحدة في بلاده.
وعندما سئل عن التعاون بين قوات الأمم المتحدة والقوات المسلحة اللبنانية في جنوب لبنان، أجاب سولانا بقوله: «يسير على ما يرام تقريباً».
(وطنية، رويترز، أ ف ب، يو بي آي)