قال مبعوث رفيع للأمم المتحدة إن رسامي الخرائط التابعين للأمم المتحدة يسعون جاهدين لتحديد أين تبدأ وتنتهي منطقة مزارع شبعا المتنازع عليها، ومَن الدولة التي لها سيادة على المنطقة.غير أن المبعوث تيري رود لارسن، أكبر دبلوماسيي الأمم المتحدة للعلاقات بين سوريا ولبنان، قال للصحافيين أول من أمس إنه لا يوجد «تعريف جغرافي صالح ومقبول لهذه المنطقة».
وأضاف قوله: «ولهذا فإن رسامي الخرائط التابعين للأمم المتحدة يعملون الآن على قدم وساق في تحليل إن كان من الممكن تعريف الحدود الجغرافية والمتصلة بالأرض لما تضمه فعلاً هذه المنطقة».
وقال رود لارسن: «إذا كان لنا نظرياً أن نطلب من إسرائيل الانسحاب من هذه المنطقة فسيتعين علينا أن نعرف ما هي هذه المنطقة». وتبلغ مساحة مزارع شبعا نحو 15 ميلاً مربعاً. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت قد قال في ايلول إن إسرائيل لن تكون مستعدة لمناقشة وضع مزارع شبعا قبل أن ينزع لبنان سلاح حزب الله.
وقال رود لارسن إنه ليس لديه تاريخ معين لإتمام مهمته لأنه يتعين على الأمم المتحدة أن تحلل وتترجم مئات الصفحات من الوثائق التي تلقتها من لبنان.
من جهة ثانية، سجلت ليلة أول من أمس حركة عسكرية ناشطة لجنود الاحتلال على طول الطريق الرئيسية الممتدة من معسكر النخيلة جنوباً حتى بركة النقار شمالاً قرب بلدة شبعا. وأعلنت مصادر أمنية لـ«الأخبار» أن فرقاً فنية تابعة لجيش الاحتلال تفقدت الشريط الشائك القديم في مرتفعات كفرشوبا، وأجرت مسحاً ميدانياً عند مثلث الجل الأحمر بين موقعي السماقة ورويسات العلم، وسط إجراءات أمنية نفذها جنود الاحتلال. وتأتي هذه الخطوة في إطار إقامة السياج الجديد بين بلدة العباسية ووادي المغر، وقد تكون إشارة إلى نيات الاحتلال في مواصلة نشاطه شمالاً ليشمل الشريط المذكور مرتفعات كفر شوبا وصولاً حتى قمم حرمون الجنوبية.
وعلى صعيد عديد اليونيفيل، أعلنت قيادة أركان الجيش الفنلندي أن 132 جندياً من سلاح الهندسة توجهوا إلى لبنان للانضمام إلى قوات اليونيفيل. والجنود الفنلنديون الذين ينتمون إلى وحدة يشكل عناصر الاحتياط 80% من عديدها سينقلون جواً إلى لبنان من بوري، على الشاطئ الجنوبي الغربي لفنلندا، حيث خضعوا لتدريبات منذ بضعة أسابيع لتحضيرهم لمواجهة الظروف الميدانية في الجنوب اللبناني. وأشار بيان إلى أن عديد القوات الفنلندية في اليونيفيل المعززة سيصل إلى 211شخصاً. وتدرس اليونيفيل احتمال تشكيل كتيبة مشتركة مع سرية مشاة مؤللة إيرلندية يمكن أن تؤمن حمايتها.
وفي فرنسا أعلن الناطق باسم وزارة الدفاع جان فرنسوا بورو «أن العدد النهائي للجنود الفرنسيين الذين سينتشرون في الجنوب اللبناني في إطار اليونيفيل سيتراوح بين 1650جندياً، وهو عددهم الحالي، و2000جندي». وقال بورو: «تقدير العدد الذي تحتاجه الأمم المتحدة تغير»، مشيراً إلى الصعوبات التي تواجهها اليونيفيل لتخصيص مناطق انتشار لمختلف الوحدات الغربية التي تستمر بالتدفق إلى الجنوب اللبناني. وأضاف: «ستساهم مجمل هذه العوامل في القرار المتعلق ببرنامج عمل وحجم الوحدات الفرنسية»، موضحاً أن «آلية التفكير (التي ستحدد العدد النهائي على أثرها) ينبغي أن تستكمل في بداية كانون الأول أو في منتصفه».
من جهة ثانية لا تزال مشاركة ألمانيا في قوات اليونيفيل تتعرّض لانتقادات شديدة بعد الحادثة التي تعرضت لها إحدى سفنها مع الطائرات الحربية الإسرائيلية، وحيال عدم وجود ضمانات في قواعد الاشتباك المتعلقة بالمهمة. وسيكون لدى وزير الدفاع الألماني فرانز جوزيف جونغ الكثير ليبحثه مع نظيره الإسرائيلي أثناء الزيارة التي يعتزم القيام بها إلى القدس ولبنان خلال الأسبوع الحالي. وأكثر المواضيع حساسية إعلان ألمانيا أن لدى البحرية إثباتات بالفيديو عن هذه المسألة، في حين أن الرواية الإسرائيلية تنفي إطلاق أي طلقات تحذيرية.
(الأخبار، رويترز، أ ف ب، يو بي آي)