صور ــ آمال خليل
يومياً يتردد العامل محمد هاشم على إحدى مكتبات صور ليؤمن القرطاسية لأولاده الثلاثة. ولأنه ليس بإمكانه أن يؤمنها كلها في وقت واحد، فإنه يشتريها بالتقسيط، وحتى الآن لم تكتمل. وقد بدأ المعلمون في مدرسة أولاده يهدّدونهم بالطرد، ما لم يؤمّنوا قرطاسيتهم.
محمد هو واحد من أولياء الأمور الجنوبيين الذين استبشروا خيراً بتوفير ثمن القرطاسية بعد الكتب. فبالتزامن مع بداية العام الدراسي أطلقت اليونيسف بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي «مبادرة العودة إلى المدرسة» التي ستقدم المنظمة في إطارها القرطاسية على 400 ألف طالب في الروضة والمرحلتين الابتدائية والمتوسطة في المدارس الرسمية. ثم اتّضح أن القرطاسية «الهدية» هي عبارة عن دفترين صغيرين وقلمي رصاص ومبراة وممحاة ومسطرة وكيس بلاستيكي صغير وعلبة أقلام تلوين (8 ألوان) وحقيبة زرقاء (يونيسف).
ولا يثمّن أحد أصحاب المكتبات في صور القرطاسية بأكثر من 1500 ليرة لبنانية، علماً بأن اليونيسف أشارت إلى أنها اشترت هذه اللوازم من التبرعات السخية التي قدمتها حكومات عالمية وعربية، إضافة إلى لجان المنظمة الوطنية في اليابان وبلجيكا وإيطاليا.
وما يستفزّ الأهالي الوافدين على المكتبات لشراء القرطاسية، هي إعلانات المنظمة التي تملأ الشوارع «شيل الهمّ عن ضهرك» القرطاسية هدية للطلاب. ويعترض أحد الآباء على «الدعاية الكاذبة التي تسوّق على ضهرنا»، مؤكداً «أن الدول والمنظمات تعتقد أن أولادنا بفضل مساعدتهم ينعمون بظروف أفضل وهذا ليس صحيحاً».
وتحت ضغط الضائقة الاقتصادية يلجأ البعض إلى الاستفادة من ثمن الكتب المجانية المحسوبة لهم، فيؤمنون كتباً مستعملة يسجّلونها في وصل الكتب المجانية عند صاحب المكتبة، ويقبضون ثمنها. لكنهم سريعاً ما ينفقون ثمنها في شراء القرطاسية التي يبلغ ثمنها أكثر من ثمن الكتب.
وفي ما يخص الكتب، فإن الدراسة في المدارس الرسمية وفي جميع المراحل، رغم مرور أكثر من أسبوعين على انطلاقها، لم تبدأ فعلياً بعد بسبب النقص في الكتب. ولا ينفكّ أصحاب المكتبات على ردّ طلبات شراء الكتب، لأن المكتبة لا يمكنها أن تسلّم لائحة غير مكتملة. أما المسؤولية عن هذا النقص، فإنها لا تزال ضائعة بين المركز الوطني للبحوث والإنماء ودور النشر والمطابع المكلفة طبع الكتب.