strong>الساعة الصفر لتحركنا فور انتهاء أسبوع «التشاور»

كشف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن «الفريق الحاكم اتصل بنا في الايام الاولى للحرب وقالوا لنا ان الحرب ستكون طويلة ومدمرة وتريد القضاء عليكم ويمكن ان تدمر البلد». وأضاف: «هولوا علينا، وقالوا انه لا يمكن ان تقف الحرب الا اذا قبلنا بـ 3 شروط وهي القبول بقوات متعددة الجنسية وتسليم سلاح المقاومة وتسليم الجنديين الاسرائيليين (...) وجوابنا كان: هذا يعني الاستسلام المذل ونحن حاضرون للقتال (...) فهددنا الفريق الحاكم وقالوا نحملكم مسؤولية استمرار الحرب».
وأبدى نصرالله في حديث الى «المنار» قلقه من تحويل القوات الدولية الى قوات احتلال، مشيراً الى ان مشروع القوات المتعددة الجنسية تحت البند السابع ما زال قائماً، وحذر من تحويل لبنان الى افغانستان او عراق. ورأى ان تركيبة القوات الدولية حتى الآن لا توحي بالقلق «وليست تركيبة قوات مهمتها نزع سلاح المقاومة». وأكد ان المقاومة استعادت «كامل عافيتها، وكانت تملك 33 الف صاروخ ولديها الآن 20 الف صاروخ. والمقاومة في لبنان قوية ومتماسكة ولن يستطيعوا النيل منها ايا تكن التحديات المقبلة».
ولفت نصر الله الى أن حزب الله لا يشعر بالقلق من وجود قوات «اليونيفيل» بل من محاولات الفريق الحاكم «جرّها الى وحل الخلافات اللبنانية»، معلناً أننا «على اتصال مع اليونيفيل بشكل مباشر أو من خلال الجيش اللبناني ومتابعة النشاط في الجنوب لأنهم موجودون ضمن أهلنا وقرانا».
وأضاف أن «تركيبة اليونيفيل الفعلية ليست تركيبة هدفها نزع سلاح حزب الله أو قادرة على ذلك. لذلك حالياً نحن قلقون من محاولات الفريق الحاكم لجر اليونيفيل الى وحل الخلافات اللبنانية»، لافتاً الى أن «قوى 14 آذار كانت تريد قوات متعددة الجنسيات لتنتشر في كل لبنان تحت قيادة أميركية أو فرنسية لتكون هي الجيش الذي يساعد على السيطرة في كل لبنان».
وكشف نصر الله أن «الفريق الحاكم كان يسعى، وحتى قبل الهجوم الاسرائيلي لاستقدام قوات متعددة الجنسيات (...) لنزع سلاح المقاومة ومساعدة الفريق الحاكم على تصفية الحسابات مع معارضيه».
وقال إن «مشروعهم الحقيقي (قوى 14 آذار) كان وما زال المجيء بقوات متعددة تحت الفصل السابع، وهذا ما طرحوه على طاولة الحوار»، مشيراً الى أنهم «كانوا يطالبون بقوات دولية غير تابعة للأمم المتحدة، لكن لم يكن لديهم حجة. وعندما كانت تحدث بعض الاغتيالات كان هذا الصوت يرتفع، وعندما يهدأ الوضع كان الصوت يخفت».
وسأل «ماذا أنجزت هذه السلطة خلال سنة ونصف، وماذا قدمت الولايات المتحدة خلال سنة ونصف من أجل إخراج البلاد من محنتها الاقتصادية والسياسية.
وأضاف: «لماذا تحتاج السفارة الأميركية لكواتم صوت؟ هل هذا لحماية السفارة الأميركية ولحماية المواطنين الأميركيين المقيمين في لبنان أم لتنفيذ عمليات اغتيال يتحدث الأميركيون عنها ويتوقعونها ويتحدث عنها الاسرائيليون ويتوقعون حدوثها؟».
وكشف انه «في الايام الاولى للحرب اتصل بنا الفريق الحاكم وقال لنا بالحرف الواحد: هذه الحرب سوف تكون طويلة ومدمرة وستكون قاسية عليكم ويمكن ان تدمر البلد، لا يمكن ان تقف هذه الحرب الا اذا قبلتم بـ3 شروط ونحن نطالبكم بقبول هذه الشروط: اولاً، القبول بقوات متعددة الجنسيات تأتي الى لبنان تحت البند السابع، ثانياً، تسليم سلاح المقاومة، ثالثاً اطلاق سراح الاسيرين من دون اي قيد او شرط. هددوا وقالوا انهم يحملوننا مسؤولية استمرار الحرب، لا لاولمرت ولا لبيرتيس ولا لحالوتس».
وقال: «عندما نسمع كلاما يقول ان من مهام قوات اليونيفيل المساعدة بتطبيق اتفاق الطائف؟ ماذا هناك بعد من اتفاق الطائف؟ بقي تحرير الاراضي اللبنانية. هل ستساعدنا قوات اليونيفيل بتحرير مزارع شبعا؟! قطعا لا، هم يريدون تطبيق بند سحب سلاح الميليشيات، اي الوصول الى نزع سلاح المقاومة.
مشروعهم تحويل قوات اليونيفيل الى قوات متعددة الجنسيات تحت البند السابع تحتل لبنان، وانا اقول لهم ان هذا مشروع خطر يحول لبنان الى افغانستان جديدة».
واعلن ان «من قدم اقتراح اليونيفيل والجيش اللبناني هم حزب الله وحركة امل، ونحن احرجناهم بهذا الطرح». مؤكدا «ان كل الدول التي شاركت في اليونيفيل اتصلت بنا لكي تحصل على ضمانات مطمئنة، وقلنا لهم ليس لدينا مانع اذا تعاونتم مع الجيش وليست مهمتكم نزع سلاح المقاومة».
ورأى ان «الذي يريد ان يدفع الوضع الامني في البلد الى التوتير هو الفريق الحاكم. فمن يتحدث اليوم عن الشغب والاغتيالات هم والاسرائيليون والاميركيون». واعلن ان «المقاومة استعادت كامل عافيتها. عندما قلت اننا نملك 20 الف صاروخ هذا لا يعني ان الحدود كانت فلتانة ونحن كنا ننقل صواريخ» لافتا الى انه عندما قال «اننا نملك اكثر من 13 الف صارخ كان لدينا فعليا 33 الف صاروخ».
واكد ان «الوقت الآن في لبنان ليس وقت حساب»، مشيرا الى ان «بعض افرقاء فريق 14 شباط قلق من خطة بيكر في العراق وخصوصاً مع طرحه للحوار مع دمشق وطهران».
وعن الوضع الداخلي قال نصر الله: «بعد الانتخابات النيابية وما افرزته من نتائج تم تشكيل هذه الحكومة. لم نكن نحن من نعطل هذه الحكومة، فريق الرابع عشر من شباط هو الذي شكل الحكومة ونحن دخلنا الى هذه الحكومة بناء على اتفاق سياسي. اليوم الوضع متوتر في البلد، هناك تحديات كبيرة. وحكومة وحدة الوطنية اقوى وافضل لاي بلد يواجه اوضاعا صعبة».
وقال: «اذا اجرينا مثلا تعديلا وزاريا، وبقي الثلثان او النصف زائد واحد هم فريق 14 شباط لا نكون غيّرنا شيئا» واضاف: «يمكن خلال اللقاء التشاوري او ما شابه ان نتفق على تغيير حكومي مع هذا الرئيس او مع غيره ومع بيان وزاري جديد، وهناك شكل آخر وهو ان نجري في هذه الحكومة تعديلا وزاريا ويتم توسيعها لان التعديل غير كاف ويبقى البيان الوزاري لانه جيد، وهذا الشكل لا يحتاج الى ثقة جديدة من المجلس النيابي».
واعتبر «ان اللقاء التشاوري فرصة ذهبية ونحن ندعو الى عدم تضييعها».
واستغرب نصر الله الحديث عن العودة الى الوصاية مشيرا الى انهم «هم كانوا في الحكومات المتعاقبة ونحن لم نكن فيها» وسأل «هل يريد التيار الوطني الحر اعادة لبنان الى زمن الوصاية!!». وقال: «نحن الآن في زمن الوصاية الاميركية. ليس هناك اسهل من ان ينقل هؤلاء البارودة من كتف الى كتف».
وعن كيفية ردم الهوة قال: «هناك جهات تبذل جهوداً على المستوى المحلي والمستوى الدولي. المملكة العربية السعودية يمكن ان تلعب دورا مهما في هذا الموضوع. والرئيس بري يشكل صلة وصل مع جميع الاطراف». واوضح اننا نستطيع ان نتظاهر يوما ويومين وعشرة وعشرين يوما ووين ما بدّن وكيف ما بدّن وفي اي وقت ارادوا». واعلن ان الساعة الصفر لتحرك المعارضة في الشارع ستكون بعد انتهاء اسبوع التشاور. وقال: «هذه الحكومة بتحب تعمل انتخابات مبكرة، خليها تتفضل، ما بتحب تعمل انتخابات مبكرة فلتذهب. واذا اجروا انتخابات مبكرة وأخذوا الاكثرية نحن نسكت اربع سنوات، ونتركهم يديرون البلد».
واكد انه اذا لم يؤد الحوار الى حكومة اتحاد وطني فسننزل الى الشارع والهدف سيكون اجراء انتخابات مبكرة.
وعن نظام المحكمة الدولية قال: «حتى الآن لم نستلم اي نص رسمي للنقاش في مجلس الوزراء حول هذه المحكمة. وسنناقش هذا النص بانفتاح وبعقلانية وبمسؤولية سواء في هذه الحكومة او في غيرها».
واكد ان لا مانع مبدئيا من اللقاء مع النائب سعد الحريري مشيرا الى انه بعد الحرب استجدت بعض الظروف الخاصة والنائب الحريري لديه ظروف امنية خاصة. ونحن ايضا نود ان يكون هناك لقاء. ولكن الحريري فعل شيئا في رمضان لم يكن مناسبا حين وصف اللقاءات السابقة بأنها لقاءات تكاذب. هذا لم يكن كلاما سهلا. ما الداعي لهذه اللقاءات اذا كانت لقاءات تكاذب! انا حاضر لأي لقاء اذا كانت هذه اللقاءات سوف تكون منتجة. في كل الاحوال الموضوع الذي يجب ان نناقشه مطروح على طاولة اللقاء التشاوري، والرئيس بري لعب دورا مركزيا في الحرب وبعد الحرب، وانا على تواصل دائم معه. مبدأ التحاور ومبدأ التشاور نحن نؤمن به، ونحن لا نقاطع احدا ولكن مع مراعاة الظروف الامنية والسياسية» موضحا ان «بعض اللقاءات تثير رد فعل سلبيا، فالناس تعلق امالا بأن هناك مشاكل يمكن ان تعالج ولكن اذا خرجنا من دون نتائج نكون استعجلنا واحبطنا الناس».
واكد ان «اللقاء مع السفير السعودي كان منتجا، وطويلا، استعرضنا خلاله كل المرحلة السابقة منذ البيان الذي تحدث عن المغامرة غير المحسوبة الى البيان الملكي الى فترة الحرب. بطبيعة الحال تعاتبنا. هم لديهم عتب علينا ونحن لدينا عتب عليهم». واعتبر «ان اللقاء كان مهما. لقد طوينا الصفحة الماضية ونحن نعول على الدور السعودي في لبنان. نأمل ان تلعب المملكة دورا ايجايبا في حل الازمة في لبنان.. وانا طلبت من السفير السعودي ذلك».
وعن امكان اللقاء مع النائب وليد جنبلاط او الوزير غازي العريضي قال نصر الله: «في المبدأ نحن لسنا مع ان تقاطع الناس بعضها، وانا قلت اننا جاهزون للقاء اي كان في اصعب المحن السياسية، الآن ما يحكمنا هي الظروف الامنية والسياسية».
وعن ملف الاعمار أعلن نصر الله ان مجمل الأداء الحكومي غير مرض وغير مقبول وحتى بعض الاحيان هناك تسويف وهناك بيروقراطية غير مفهومة. وجدد الالتزام، بإعادة ما كان كما كان.وقال: «نحن التزمنا ان ندفع فارق بقية تكلفة البناء في الجنوب والبقاع. وفي ما خص الضاحية هناك مجموعة افكار نناقشها وخلال اسبوع او اسبوعين يكون كل شيء قد انجز».
واعلن ان المفاوضات بشأن الاسرى تجري بجدية وتتابع بشكل حثيث، والمندوب الذي كلفه الامين العام للأمم المتحدة يعمل ويلتقي لجنة مكلفة من حزب الله ومن الاسرائيليين وقد وصلنا الى الآن الى تبادل افكار موضحا ان «الوقت مرهون بطبيعة التفاوض». مؤكدا ان «الصفقة التي سوف تتم لن تستثني ايا من الاسرى اللبنانيين، اما بالنسبة للاسرى العرب والفلسطينيين فهذا متروك للتفاوض».
وردا على سؤال اكد نصر الله «ان المقاومة في العراق او في اي بلد يتم احتلاله هي مقاومة مشروعة وصحيحة ونحن نساند ونؤيد هذه المقاومة مع التفريق بين المقاومة والجرائم المذهبية» ولفت الى ان «منطقتنا تشهد صحوة شعبية كبيرة جدا ولا سيما ما شاهدناه خلال عدوان تموز من استطلاعات للرأي تتحدث عن نسبة عالية جدا من العداء للولايات المتحدة الاميركية» مؤكدا ان «كل الشعوب في المنطقة تجمع على أنها حركات وطنية تريد الاستقلال الوطني وترفض الخضوع للهيمنة الاميركية».
ونصح الذين يراهنون على الولايات المتحدة بأن «يتعظوا من (حرب) فيتنام».