بيسان طي
«أنتليبيدا» (Intellipedia) تعبير جديد يدخل قاموس “اللغة الإلكترونية” عنواناً لموسوعة افتراضية استخبارية أميركية. فقد قررت مجموعة مراكز الاستخبارات في أميركا استنساخ تجربة الموسوعة الإلكترونية الشهيرة ويكيبيديا “wikipedia”


ستعتمد وكالات الاستخبارات موسوعة “أنتليبيديا”، لتبادل المعلومات والتقارير في ما بينها، ومن خلالها ستستفيد مرة جديدة من الشبكة الافتراضية لتشدد مراقبتها لكل ما يجري في العالم.

الموسوعةالتي تعدّ من ركائز مستقبل العمل التجسسي في الولايات المتحدة، أطلقت في 17 نيسان الماضي، وقد ذكرت وكالة “رويترز” للأخبار أن “قيصر” الاستخبارات الأميركية جون نغروبونتي أعلن عنها أخيراً. وهي عبارة عن نظام معلوماتي سرّي يسمح لخبراء ومتعاونين مع 16 منظمة ومركزاً استخبارياً في الولايات المتحدة بالدخول إليه والإفادة من المعلومات المتواجدة فيه. وقد زاد عدد الصفحات في هذه الموسوعة حتى الآن عن 28 ألف صفحة إلكترونية، وبلغ عدد مستخدميها 3600.
تتغذى الموسوعة من معلومات يجمعها عملاء المخابرات أو مؤسسات مرتبطة بالحكومة الأميركية من داخل الولايات المتحدة وخارجها. يعدّ هذا النظام سرياً لأن وكالات الاستخبارات والتجسس وحدها قادرة على الاطلاع على مضمونه وتبادل المعلومات من خلاله، كما يطلع عليه خبراء معتمدون من هذه الوكالات. ويقوم هؤلاء بتحليل التقارير المنشورة في الموسوعة. وسُمح أخيراً لعاملين في إدارة المختبرات الرسمية الاميركية وإدارة أمن المواصلات بالدخول إلى «أنتليبيديا». لكن في هذه الموسوعة نفسها جزءاً لا يطّلع عليه إلّا عدد قليل من المسؤولين الاستخباريين الأميركيين. ولا يزال العمل جارياً لتطويرها، ويأمل بعض المسؤولين عنها أن تتحول بعض تقاريرها إلى مكتب الرئيس الأميركي ليطّلع على ما يهمّه من الأمور الاستخبارية.
على رغم أن أنظمة أمنية تكنولوجية وُضعت لحماية “Intellipedia” إلّا أن شبح القراصنة يقضّ مضاجع مسؤولين استخباريين. فقد أثبت آلاف القراصنة أنهم يتمتعون بـ“موهبة كبيرة” تسمح لهم باختراق أكثر الأنظمة تعقيداً. وفي هذا الإطار، قال رئيس المكتب التقني للمجموعة الاستخبارية الأميركية مايكل ورذايمر: “إننا أمام خطر كبير، إذا تمكن أحدهم من اختراق هذه الموسوعة فستعرض المعلومات التي تتضمنها في وسائل الإعلام”.
وعلى رغم السرية الكبيرة المفروضة على عمل المشاركين في الموسوعة، ثمة تعاون قد يتم مع كندا وأوستراليا وبريطانيا لتتمكن وكالات رسمية من هذه الدول من تزويد الموسوعة بمعلومات مهمة، ولكنه لم يتم تحديد الصيغة التي سيتم اعتمادها في إطار هذا التعاون.
وقد قال المحلل الاستخباري الأميركي فرد حساني إن “الصين أيضاً قد تتمكن من المشاركة في تغذية الموسوعة، كأن تقدم وكالات استخباراتها تقارير ودراسات عن مدى تطور فيروس أنفلونزا الطيور، وأمكنة انتشاره المستقبلية”.