اتصالات ليلية للتهدئة شارك فيها السنيورة وميقاتي و«استنفار» في عكار لمواجهة الموقف
حرص الأعضاء السنّة في اللقاء الوطني اللبناني على عدم تصعيد انتقادهم لاستقبال مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني رئيس الهيئة التنفيذية لـ«القوات اللبنانية» في منزله صبيحة عيد الفطر، فأطلقوا في اجتماعهم الذي عقدوه أمس برئاسة الرئيس عمر كرامي في منزل رئيس حزب «الاتحاد» الوزير السابق عبد الرحيم مراد المواجه لمنزل المفتي في تلة الخياط «صرخة تحذير» لإصلاح «الاعوجاج» في دار الفتوى «وتصويب مسارهاحضر الاجتماع، الى كرامي ومراد، النائب أسامة سعد والنواب السابقون: الداعية فتحي يكن، جهاد الصمد، وجيه البعريني، عدنان عرقجي وبهاء الدين عيتاني والوزير السابق زاهر الخطيب، وخالد الداعوق وخلدون الشريف. وتلا مراد بعد الاجتماع الذي استمر ساعتين بياناً أكد «أهمية موقع دار الفتوى والدور الوطني والتاريخي الذي ينبغي ان تضطلع به، دوراً جامعاً موحداً متمسّكاً بالثوابت الوطنية والقومية. فدار الفتوى هي لكل اللبنانيين ولكل المسلمين ولا يجوز ان تنحاز الى فريق دون آخر، وتساهم في تفريقهم والتمايز في ما بينهم». وأكد المجتمعون «إصرارهم على حماية موقع دار الفتوى وصون المركز المرموق الذي يجب ان تتمتع به لإبقائها قبلة لجميع اللبنانيين والمسلمين خصوصاً، ومطالبين بتصحيح المسار المتبع بما يتناسب والدور الذي عرف تاريخياً عن دار الفتوى وأهميته الشرعية والوطنية وما تمثله الطائفة السنية من بعد وطني عروبي وقومي، ومن دور شمولي وحدوي». وأوضح البيان ان المجتمعين قرروا «إبقاء اجتماعاتهم وتوسيع إطار التشاور مع قيادات وهيئات سنية للعمل على تصويب المسار وتحقيق الأهداف المذكورة».
وقال كرامي للصحافيين رداً على سؤال عما يمكن ان تصل إليه الامور: «دور سماحة المفتي، أن يكون الأب الصالح للجميع، وألا يكون هناك أي انحياز لأي فئة كانت، سواء سياسية أو غير سياسية، هذا هو الدور التاريخي لسماحة المفتي ودار الإفتاء. نحن في فترات عدة شعرنا بأن هناك انحرافاً عن هذا المسار. لذلك أطلقنا تصريحات من أجل التصحيح، وطبعاً هناك جوقة من «الردّاحين» الذين كلما اتخذ أحد موقفاً «تطلع بنفس الاسطوانة»، وهم يعتقدون أنهم بهذه الطريقة يستطيعون أن يخوّفوا أو أن يقمعوا من يريد أن يعطي رأيه».
سئل: هناك أصوات اعترضت على زيارة جعجع لدار الفتوى، رغم ان جعجع موجود على طاولة الحوار، أجاب: «طاولة الحوار شيء وزيارة سماحة المفتي شيء آخر، وتعطي انطباعاً آخر تماماً. نحن مع المصالحة الوطنية، لكن المصالحة التي تقوم على أسس صحيحة، تحفظ الكرامة على الأقل. هناك أحكام قضائية في حق الدكتور جعجع، صدر عفو أسقط العقوبات ولم يسقط المسؤولية. والمصالحة لا تكون مجتزأة، هناك فريق من اللبنانيين لم يصالح، لأن الدكتور جعجع لم يقبل ان يعتذر على الأقل، والقضية ليست قضية رشيد كرامي، هناك آلاف الناس من كل الطوائف وبخاصة من الطائفة السنية قتلوا واغتيلوا على الهوية، وكانت «القوات اللبنانية» بقيادة جعجع هي المسؤولة عن ذلك».
وعن رأيه في ما قاله النائب وليد عيدو بأنه سبق له أن عيّن جعجع في حكومته، أوضح: «رددنا على هذا الموضوع آلاف المرات ولا أحد يريد ان يسمع. أشركته في حكومتي ووقّعت على مرسوم إشراكه، وتأكدوا تماماً انه في ذلك الوقت لم يكن متهماً ولم يصدر أي اتهام في حقه، ولا أي دليل في حقه، ومع ذلك لم يستطع ان يأتي الى مجلس الوزراء، ولم يشارك فيه، بل استقال وعيّن محله. هؤلاء الذين يصدرون الشائعات يحاسبونني لو كان هناك اتهام أو حكم، ونحن نقول إننا مع المصالحة الوطنية ولكنّ لها أصولاً، ولا يقدر جزء من اللبنانيين ان يصالح عنا جميعاً. نحن نطالب بأن يعتذر».
وكانت اتصالات قد أُجريت مساء أول من أمس لتهدئة الأجواء والحؤول دون اتخاذ الأعضاء السنة في اللقاء الوطني مواقف تصعيدية، شارك فيها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة والرئيس نجيب ميقاتي الموجود في باريس، بعد ورود معلومات عن وجود اتجاه للدعوة الى انتخاب «مفتٍ شعبي» وفقاً للتعبير الذي أطلقه كرامي قبل أيام، وهو ما استدعى في المقابل استنفار أطراف موالية من العلماء والمشايخ في عكار للتحرك والاحتجاج.
وعلمت «الأخبار» انه جرى خلال الاجتماع طرح عدد من الأفكار والخطوات للرد على «انحراف دار الفتوى عن خطها» منها مقاطعة الدار وسيدها، والتظاهر في محيطها، وبحث كيفية الإتيان بمفتٍ جديد.
وأجمع الحاضرون على ان ما يقوم به المفتي قباني «يجزّئ الطائفة ولا يوحّدها». ورأى المجتمعون ان «معالجة الوضع تتطلب قرارات مهمة لا يمكن فريقاً ان ينفرد بها، لذلك لا بد من توسيع التشاور مع القيادات والمرجعيات والجمعيات والمؤسسات الاسلامية للوقوف على رأيها». ولم يوفر بعض المجتمعين في انتقادهم رئيس الحكومة ورئيس «تيار المستقبل» النائب سعد الحريري ومفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو «الذين يتخذون مواقف تتناقض مع جوهر الطائفة السنية»، معربين عن استيائهم من لجوء الحريري الى اتهام رئيسي حكومة سابقين (الحص وكرامي) بأنهما يتلقّيان الأوامر من «ريف دمشق».
(الأخبار)