strong>فاتن الحاج
أدّى تأخير موعد الدورة الثانية للامتحانات الرسمية في شهادة الثانوية العامة إلى تقليص خيارات الطلاب «المحظوظين» في الالتحاق ببعض كليات الجامعة اللبنانية والجامعات الخاصة التي قطعت أشواطاً في العام الجامعي. لكن قد تبدو الفرصة مؤاتية في الجامعات القليلة التي مددت التسجيل إلى ما بعد صدور النتائج، واعتمدت برنامجاً خاصاً يمكّن الطلاب من اللحاق بزملائهم، إلاّ أنّ الممتحنين شكوا من التوقيت وأبدوا تخوفهم من البقاء في البيت حتى لو حالفهم الحظ في النجاح.
وكانت الدورة الثانية قد انطلقت أمس وسط ارتياح للأسئلة في صفوف طلاب الثانوية العامة بفروعها الأربعة (العلوم العامة، علوم الحياة، الاجتماع والاقتصاد، والآداب والإنسانيات). وبلغت «الجدية» في التعاطي مع الطلاب حداً جعل الأهالي المتجمّعين أمام مركز ثانوية لور مغيزل الرسمية للبنات في الأشرفية يمتعضون مما سمّوه «الترهيب» حيث «لم يسمح لأبنائهم بإدخال كتبهم إلى داخل حرم المدرسة، ما جعلها عرضة للتلف بسبب الأمطار، كما مُنع الأهالي من الاقتراب من البوابة». تقول إحدى الأمهات «لا نريد أن يساعدوهم، لكننا لا نريد أيضاً أن يرهبوهم، لماذا كل هذا التشدد، هل سيأخذون الماجستير؟».
وخُصص المركز لشهادة علوم الحياة، فامتحن الطلاب في مادتي علوم الحياة أو البيولوجيا (مادة أساسية) والتربية. وفي المركز شكا الطالب رواد طلايع من تأخير الدورة، بعدما نجح في اختبار الدخول إلى المختبر في كلية الصحة العامة في الجامعة اللبنانية التي تبدأ الدراسة فيها الإثنين المقبل، مبدياً تخوفه من عدم إمكانه الالتحاق بالكلية إذا اجتاز امتحاناته بنجاح، وأن لا يكون أمامه سوى كليتي العلوم والحقوق. وحول الأسئلة علّق قائلاً: «واضحة وأكثر سهولة من الدورة الأولى». إلاّ أنّ حسن عياش لم يستسغ مسابقة علوم الحياة، عازياً السبب إلى «أننا مللنا من التحضير الذي استمر أربعة أشهر». أما فرح سرحان فقد قررت استكمال الدراسة في مجال الأدب العربي، وقد تسجلت في إحدى الجامعات الخاصة قبل نجاحها في الشهادة الرسمية.
وشهد المركز غياباً ملحوظاً حيث حضر 207 طلاب من أصل 499 مرشحاً، الأمر الذي عزاه رئيس المركز موهوب جمال الدين إلى وجود الكثير من الطلبات الحرة.
وفي مدرسة عمر الزعني الرسمية في الطريق الجديدة (المركز الوحيد في بيروت لشهادة العلوم العامة) طاول الغياب الـ50% حيث شارك 119طالباً من أصل 253 مرشحاً. ولدى سؤال رئيسة المركز نزيهة رمضان عن السبب قالت: «المرشحون في هذه الدورة لا يستحقون النجاح إلاّ في الحالات الخاصة القليلة»، نافية أن يكون المركز قد سجّل انسحابات على الرغم من أنّ الطلاب خضعوا أمس للمادة الأساسية (الرياضيات)، إضافة إلى التربية.
وخُصصت مدرسة رأس النبع الثانية الرسمية للبنات لطلاب شهادة الاجتماع والاقتصاد الذين امتحنوا أمس في مادتي الاجتماع واللغة العربية. وقد أجمع الطلاب على سهولة الأسئلة، متمنين التساهل في التصحيح، كما وعد وزير التربية، على حد تعبير شيماء سرحان التي أبدت خشيتها من البقاء في البيت هذا العام، وإن نجحت «فالجامعات الخاصة لا تستقبلنا وقد تمر السنة المقبلة من دون أن نفعل شيئاً».
وتخوفت سرحان من التصحيح وخصوصاً أنّ موضوع الاجتماع يتعلق بظروف الحرب وقد يخضع لمزاج المصحح السياسي، كما قالت. وفقد جورج جازوبولو الأمل بمتابعة الدراسة في الجامعة هذا العام إذا حالفه الحظ، لذا فهو يسعى للحصول على عمل ومن ثم الالتحاق بالجامعة السنة المقبلة. من جهة ثانية، لا يراهن بعض الطلاب على الشهادة، فجمال قرر السفر إلى بوسطن لدراسة العلاج الفيزيائي سواء أنال الشهادة أم لم ينلها وكذلك محمد علي الذي تسجل في قسم التمريض في مجمع بئر حسن المهني. يذكر أنّ مدرسة التباريس الرسمية النموذجية للبنات في الأشرفية (المركز الوحيد في بيروت) احتضنت طلاب الآداب والإنسانيات الذين خضعوا أمس لمادة الفلسفة العامة.
وفي النبطية جرت الدورة الثانية في مركزي مدرسة عبد اللطيف فياض وفيها 362 مرشحاً، ومدرسة زبدين الرسمية وفيها 362 مرشحاً. وتفقدت رئيسة المنطقة التربوية في محافظة النبطية بالتكليف نشأت حبحاب والمفتش التربوي أحمد سبيتي سير الامتحانات في المركزين.