أنطوان سعد
يتوقع أن يزور العماد ميشال عون بكركي اليوم أو مطلع الأسبوع المقبل، حدا أقصى، لعقد اجتماع مطوّل مع البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير يشكّل تتويجاً لمساعي تعميق التنسيق بين البطريركية المارونية وزعيم «تكتل التغيير والاصلاح». ويبدو عون مصمماً، أكثر من أي يوم مضى، على بناء علاقة تعاون وثقة راسخة مع سيد الصرح، بعد 18 عاماً تراوحت العلاقة بين الرجلين خلالها بين السلبية والفتور، خصوصاً إبان مرحلة اتفاق الطائف، والتعاون غير المباشر، كما أثناء مقاطعة الانتخابات النيابية عام 1992 والانتخابات النيابية عام 2005.
وبعد الغمز الذي وجهه عون إلى بكركي من قناة بيان مجلس المطارنة مطلع تشرين الأول الماضي، حصل كثير من المداخلات، من قبل شخصيات مسيحية حيادية، سياسية وروحية، وأخرى قريبة من «التيار الوطني الحر»، لدى رئيس «تكتل الإصلاح والتغيير» لمعالجة الأمر. فمعظم أطراف السياسة في لبنان يعلنون أنهم سيأخذون في الاعتبار رأي البطريرك صفير في الاستحقاق الرئاسي المقبل، الذي يعتبر عون أبرز المرشحين فيه. وجاءت نتيجة المداخلات ايجابية، فكثّف النواب المنتمون إلى التكتل ومسؤولو «التيار» زياراتهم إلى بكركي، لشرح وجهة نظر عون من الملفات المطروحة على بساط البحث في البلاد، خصوصا المطالبة بحكومة إتحاد وطني، وللإجابة عن التساؤلات التي يطرحها البطريرك في عظاته وفي بيانات مجلس المطارنة.
وفي أقل من أسبوع، زار النواب سليم سلهب وفريد الخازن وإبراهيم كنعان ووليد خوري بكركي للتمهيد للزيارة المرتقبة لعون. ومن المقرر أن يتابع نواب التكتل زياراتهم إلى الصرح في الأيام المقبلة لتقديم تصور عن المرحلة المقبلة وللتشاور في شأن الملفات الساخنة، وفي مقدمها التهميش والغبن الحاصلان بحق المسيحيين في الإدارات العامة والمواقع الدستورية. ويقول نواب التكتل انهم يسعون إلى الإعداد للقاء المرتقب بين البطريرك والجنرال، لكي يأتي مثمرا في المضمون ويعمق التعاون بين رأس الكنيسة المارونية ورئيس الكتلة النيابية المسيحية الكبرى.
وبحسب مصادر التكتل، اختار عون أن يزور البطريرك غداة الاجتماع الشهري للمطارنة الموارنة، حتى لا تفسر الزيارة وكأنها محاولة للتأثير على البيان. كما تلفت إلى رغبة عون في درس أبعاد الدعوة التي تلقاها من الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز، للتداول في شأنها مع البطريرك، إضافة إلى مسألة جلسات التشاور التي دعا إليها رئيس المجلس النيابي نبيه بري مطلع الأسبوع المقبل. أما الموضوع الأهم الذي سيثيره رئيس تكتل الإصلاح والتغيير فهو تشكيل حكومة الإتحاد الوطني والمقتضيات التي تحتم الإصرار على الدعوة إليها في الظروف الحالية.
وتعتقد أوساط مراقبة أن جوهر الاجتماع المرتقب بين البطريرك والجنرال يظل متمثلا في الايضاحات التي ينتظرها سيد الصرح من عون حيال المسائل الآتية:
- الموقف من سلاح «حزب الله»، في ازاء موقف الحكومة منه.
- الضمانات لجهة عدم حصول فراغ حكومي عند تغيير حكومة الرئيس فؤاد السنيورة.
- الضمانات لكي لا تتحول وسائل المطالبة بإسقاط الحكومة أحداث شغب تعيد عقارب الساعة إلى الوراء.
- عدم تحول الثلث الذي تطالب به المعارضة أداة لتعطيل الحكومة التي تسعى إلى تطبيق القرارات الدولية 1559 و1701 وإلى تشكيل المحكمة الدولية.
وبحسب الأوساط المراقبة نفسها، قد تتحول الزيارة المرتقبة جلسة أولى تليها جلسات، بعد فترة من الفتور في العلاقة وفقدان التواصل، شهدت تحولات في مواقف رئيس تكتل الإصلاح والتغيير وفي تحالفاته. وفي المقابل، أمام هذا الأخير فرصة جدية لتحقيق تقارب مع سيد بكركي الذي لا يعتبر نفسه على خصومة معه.