تموز
  • محمد هاشم

    من أين أنت يا نجوم؟ يا نزوة البحر الغريبة
    يا شهوة طافت على وجنتيه،
    وإلاّ فلمَ يثور موجه ثورة الجنونْ؟
    وثورة المـــــــــــــراهق الذي يــــــــــــــلاحق النـــــــساء والعيونْ؟
    من أين أنتِ يا سماء؟ يا دالية الكواكبْ،
    يا خمّارة الشمس والكواكبْ.
    حين تعصرين خمرك الممزوج بالأفق العتيق
    من يشتري غير الرمال خمرة؟
    كي تسكن الشطآن والزبد الرقيق،
    وتـــــذوب فــــــــي أحضـــــــــان نشوة طويلة رجلا حبيبة
    راكضت أنوثة لاحت لها على خدّ المغيبْ.
    من أين أنت يا تراب؟ يا أيّها الآدميّ القديم
    أنت يا تراب يا ولادة الحياة
    يا شارب العظام والمطرْ،
    أنت الذي تلاحق الأقحوان في الحقول في الدروب
    كي تلاقي الجذور في السّحَرْ
    وينعس الندى طفلاً على نهد الزهَرْ.
    من أين أنت يا وجوه؟ من أيّما قيثارة جمالٍ عُزفتِ؟
    وأيّما لحنٍ جادت به شفة القمرْ؟
    من أين أنت يا وطن؟ يا طفلة تبيع الورد والأحلام للمجرّات البعيدة
    يا وميض الحب بين خرائط سوداء،
    يا عصفة الضوء العنيدة.
    ولكن لماذا يا وطن؟! تموز صارْ
    ضيعة ذبيحة على مدائن الشهور الحزينة وغاب في انتحار؟!
    ولمَ يراق دم الأطفال في الأرحام والبطون؟
    ولم تموت الشمس في صدر النهارْ؟
    ولم النحيب والبارودُ أُرضِعَ الجدارْ؟
    لماذا أنت يا نجوم أصبحت من جمالكِ تستحين؟
    أصبحت تضؤلين، تكتبين بالوميض رسائل الحب للبحر ثم تختفين؟
    والبحر أمسى من صداع يصفع الشواطئ ويكسر الكوؤس؟
    وأمست السماء قطرة الدماء!
    والرمال جثثاً تضيع في المساء؟!..
    لماذا صرت يا وطن طفلة شريدة تبيع كبريتاً، تموء في الشوارع،
    تلوذ بالبرد والثلوج والفضاء؟!


    من نحن

  • آن م. ندور

    في كل يوم يقتلون السلام
    في كل يوم يحلّلون الحرام
    في كل يوم يباركون الإجرام
    في كل يوم يشوّهون الإنسان
    صاروا أقوياء
    بدمائنا صاروا أقوياء
    بأرواح أطفالنا صاروا أقوياء
    بثرواتنا صاروا أقوياء
    على جثثنا داسوا المسافات
    وبأيدينا المقطوعة صافحوا الشياطين
    جعلناهم أسياداً فاستعبدونا
    جعلناهم حكاماً فأعدمونا
    سألناهم الحق فأسكتونا
    من نحن؟
    نحن كل شعب خاصمته الأيام
    نحن كل أمة هجرتها الأحلام
    نحن كل وطن تحكمه الغربان
    نحن اللاشيء في هذا الزمان