بسام القنطار
يحتفل لبنان اليوم بـ«اليوم الوطني ضد القنابل العنقودية» بمبادرة من المكتب الوطني لنزع الألغام التابع للجيش اللبناني، واللجنة الوطنية للتوعية على مخاطر الألغام، واللجنة الوطنية لمساعدة ضحايا الألغام، ومنظمة الإعاقة الدولية، وجمعية المساعدات الشعبية النروجية، ومنظمة اليونيسف في مبنى البنك اللبناني ــ الكندي في ساحة الشهداء. وفي الوقت عينه، يُعقَد لقاء ينظّمه التجمع ضد استعمالات القنابل العنقودية والقذائف الانشطارية. ويأتي اللقاء قبل يومين من مؤتمر المراجعة حول اتفاقية الحد من استعمال الأسلحة الكلاسيكية الذي سينظم في جنيف بدءاً من 7 تشرين الثاني.
وتتضمن فاعليات هذا اليوم إطلاق نداء لحث الرأي العام اللبناني على التحرك من أجل حض المجتمع الدولي على العمل على حظر القنابل العنقودية.
منسقة وحدة تعزيز الوقاية من مخاطر الألغام في لبنان حبوبة عون قالت لـ«الأخبار»: «نحن ضد القنابل العنقودية، وضد الأثر الكبير الذي تتركه، فأغلب المصابين هم من الأطفال الذين يتعرضون للأذى، يجب أن يكون هناك تصريح واضح بأهمية عدم استخدام هذه الأنواع من الأسلحة. ونأمل أن يشارك لبنان في المطالبة بوقف إنتاج وتخزين ونقل واستعمال والاتجار بالألغام والقنابل العنقودية من خلال التحالف الدولي الذي وقع على معاهدة بهذا الشأن. كما ندين إسرائيل وكل الدول التي تستخدم بشكل مفرط وغير إنساني هذا السلاح الذي لا يجدي نفعاً على المستوى الحربي».
من جهتها، أعلنت منظمة الإعاقة الدولية أن مدنيين، ربعهم من الأطفال، شكّلوا جميع ضحايا القنابل العنقودية تقريباً على مدى العقود الثلاثة الماضية. وقالت وكالة الإغاثة الإنسانية في دراسة شملت 24 دولة ومنطقة إن الأسلحة المثيرة للجدل التي تنشر ذخيرة في منطقة واسعة قتلت أو أصابت أو شوهت 11044 شخصاً 98 في المئة منهم من المدنيين. وكان نحو 27 في المئة من الضحايا من الأطفال، ولا سيما الصبية الذين يعملون أو يلعبون في المناطق التي تنتشر فيها الذخيرة التي لم تنفجر لدى اصطدامها.
ووفقاً لمنظمة الإعاقة الدولية، ما زالت هذه القنابل تسبب بين إصابتين وثلاث إصابات يومياً في جنوب لبنان. وبذلك يكون لبنان أكثر الأمثلة تجسيداً لآثار القنابل العنقودية المدمرة بعد لاوس وكوسوفو وأفغانستان والعراق. ووفقاً لكريس كلارك، مدير مركز الأمم المتحدة لتنسيق برامج نزع الألغام في جنوب لبنان، فإن المدفعية الإسرائيلية قامت برمي أكثر من 2.8 مليون قنبلة عنقودية في جنوب لبنان في الساعات 72 الأخيرة من النزاع وذلك بدون أخذ القنابل التي رميت جواً بعين الاعتبار.
أضف إلى ذلك أن القصف الكثيف والعشوائي هذا أدى إلى تغطية أكثر من 600 موقع مختلف؛ علماً بأن 40% من هذه القنابل لم ينفجر بمجرد الاصطدام، وهذا يعني أن حوالى مليون قنبلة عنقودية قابلة للانفجار عند أول ملامسة تنتشر في جنوب لبنان. ولا بد من القول إن تركز القنابل العنقودية هذا يفوق بكثير ما خلفته النزاعات في العراق وأفغانستان وكوسوفو.
والحقيقة أن القنابل العنقودية تنتشر في بقع متناثرة غير محددة كالمناطق الزراعية والمدنية والمناطق السكنية والمدارس والبنى التحتية، معرقلة بالتالي الانتعاش الاقتصادي على المدى الطويل وواضعة حياة المدنيين في دائرة الخطر. ومنذ وقف إطلاق النار، حصدت القنابل العنقودية أكثر من 150 مصاباً، تسعون بالمئة منهم من المدنيين الذين لا تتجاوز أعمار الثلث منهم الثامنة عشرة. من جهة أخرى، قام يان إيجلاند، المنسق الأعلى لشؤون الإغاثة بالأمم المتحدة ، باتهام إسرائيل بالاستخدام «غير الأخلاقي» للقنابل العنقودية في الأيام الأخيرة من حربها على لبنان، في حين أن كوفي أنان الأمين العام للأمم المتحدة ندد بدوره باستخدام القنابل العنقودية وطلب من الدولة العبرية تقديم معلومات عن مواقع انتشار القنابل العنقودية.
ويتضمن برنامج هذا اليوم الأنشطة التالية: معرض صور يمثل الكوارث التي خلفتها القنابل العنقودية في لبنان وفي دول أخرى، ورشة عمل تجسد عملية تصنيع الأطراف الاصطناعية، حيِّز حيث يستطيع الأفراد تجربة الأطراف الاصطناعية والكراسي المدولبة، مسرحية دمى للأطفال من أجل التوعية على مخاطر القنابل العنقودية، تجسيم لمنطقة تنتشر فيها القنابل العنقودية مع صور عن مختلف أنواع هذه القنابل بالتحديد، شرح عن نزع ألغام، توقيع عريضة تظهر تضامن المجتمع المدني اللبناني مع الضحايا، لحث المجتمع الدولي على العمل لحظر القنابل العنقودية. أضف إلى ذلك أنه سيعمل على تخصيص خيمة للصحافة، كما سيعمل على وضع منصة خاصة بالمعلومات إلى جانب أنشطة توعية على مخاطر الألغام بما يساعد الجمهور على أن يفهم بشكل أفضل هول الكارثة.