داني الأمين
قسّم العدو الإسرائيلي شكل اعتداءاته في قرى بنت جبيل الى قسمين. فقد عمد الى تدمير ما أمكن من المباني في منطقة المواجهة المباشرة التي حاول التقدّم نحوها والمكوث فيها، في حين أطلق قنابله العنقودية المحرمة دولياً، التي توزعت على الأحياء السكنية وغير السكنية في القرى التي قرر عدم الدخول اليها. فتحولت هذه القنابل الى عبوات صغيرة تصيب المدنيين من وقت الى آخر.
ففي بلدة الصوانة استشهد الطفل محمد حسين سلطان (11سنة) وجرح أربعة أطفال آخرين هم: عباس أحمد سلطان وحسين أحمد سلطان وهلال علي سلطان وحسن محمد سلطان، عندما سقطت قنبلة عنقودية من على احدى اشجار الصنوبر التي كانوا يلعبون في فيئها.
وفي بلدة بليدا، أصيب اربعة أطفال في جروح مختلفة وهم عباس عباس (6 سنوات) وسحر حسن (10سنوات) وعلي حسن (11سنة) وحسين حسن (7 سنوات).
أمّا في بلدة شقراء، فقد أصيب الدكتور محسن الأمين بشظايا احدى القنابل العنقودية أثناء تفجيرها من قبل الجيش اللبناني. وكذلك حصل بالنسبة لطفلين من آل ذيب أثناء محاولة دخولهما منزلهما بعد عودتهما من المكان الذي لجآ اليه أثناء الحرب.
وفي بلدة برعشيت أصيبت الحاجة رغدة شمّوط إصابة بليغة أثناء عملها في محيط منزلها المهدّم.
أما في مجدل سلم، فقد استشهد المجاهد محمد صبرا (أبو مهدي) من بلدة الشهابية أثناء محاولته ازالة القنابل العنقودية من احدى الأماكن السكنية. كما جرح المواطنان محمد ملحم وأحمد شري (خربة سلم).
وفي أول أيام عيد الفطر المبارك، أصيب المواطن حسن نجيب محمد (العديسة) في خراج بلدة كفردونين أثناء متابعة جرف منزله المهدّم.
وتكمن المشكلة الأكبر في عدم وجود أي رقابة أو تحذير من خطورة تنقل المواطنين في الأماكن التي تنتشر فيها القنابل العنقودية، حتى إنّ الأطفال الذين جرحوا أخيراً في بلدة الصوانة يتنقلون في الأماكن التي ما زالت القنابل العنقودية فيها، ويحاولون البحث عنها وإخبار الآخرين عن مكان وجودها.