عرض رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري للأوضاع الراهنة في البلاد مركزاً على الوضع الحكومي والتسويات المطروحة لمعالجته وموضوع سلاح المقاومة وموقف قوى 14 آذار من هذه المسائل وموضوع المشاورات المزمع عقدها اليوم في المجلس النيابي
وأكد الحريري في مقابلة مع محطة «ال. بي. سي» ضمن برنامج «بكل جرأة» الذي تقدمه الإعلامية مي شدياق مساء أمس، أن «قوى 14 آذار» ستشارك في جلسة الحوار، لتستمع الى الأسباب الداعية الى تغيير الحكومة أو تعديلها، واعتبر أنه «إذا كان المطلوب مشاركة رئيس كتلة «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون في الحكومة فلا مشكلة، على أن يكون «لنا حصة»، وإن كان المطلوب الحصول على الثلث المعطل فلا».
وقال الحريري «إن قوى 14 آذار منبثقة من الشعب، وليست مرتبطة بالخارج»، ورأى أن «المصادر الإيرانية تضغط على الحوار في كلامها عن ضعف قوى 14 آذار، ولكن الأخيرة هي الأساس في البلد وهي الحامية للعروبة».
ورأى أن «99 بالمئة من قرارات الحكومة اتخذت بالتوافق، ونحن الأكثرية ولا يمكن أن يكون هناك ثلث ضامن من دون أن نحلّ مسألة رئيس الجمهورية، نحن نريد الأكثرية في رئيس الجمهورية، وهذا الرئيس ليس لنا منه ولا واحد في المئة».
وهاجم الرئيس السوري بشار الأسد الذي حاول استثمار نصر «حزب الله» العسكري سياسياً، قائلاً «إننا في 14 آذار حملنا العلم اللبناني، وغيرنا في 8 آذار حمل رسالة شكر الى سوريا، ولست أنا من أخون أو أتحدث عن غرف مغلقة، وأنا ضميري مرتاح ولن أقول ما حصل بيني وبين سماحة السيد حسن (نصر الله)، وما حصل هو وجود محور إيراني سوري لديه مشروع إسلامي، ونحن بلد لدينا عيش مشترك، ولسنا مع المحور الأميركي ــ الأوروبي ولا مع المحور الإيراني ــ السوري، نحن مع المحور اللبناني، ويهمّنا بلدنا لا الوقوف في وجه أميركا من لبنان، أو تحرير فلسطين من لبنان».
وأعلن أنه سبق أن طلب من «عون أن يدخل الحكومة، وطرحنا عليه 4 وزراء، وهو اليوم موافق على 3، والوزيران شارل رزق والياس المر عملا بضميرهما، ووافقا على المحكمة الدولية والقوات الدولية»، وسأل: «هل يعقل أن نذهب الى المشاورات ولا نتحدث عما حصل في حرب تموز، ولماذا حصل هذا العدوان؟».
وقال إن «الرئيس لحود إما متورط (في اغتيال الحريري) أو يحمي أناساً، وهو تذكّر الآن أن يتدخل ليعرقل المحكمة الدولية، وبالنسبة الينا المحكمة الدولية مصيرية، وفي حال عدم قيامها فإن من قتل الحريري يمكن ان ينفذ ما شاء من اغتيالات».
واكد «أن الكلام عن نزول الى الشارع مرفوض بالكامل». وتخوف من قيام سوريا بإرسال من يخرب التظـــاهرات الداخلـــية، وقال «لن نتنازل عن مصلحة لبنان وسيادته وتنفيذ المحكمة الدولية والقرار 1701، وأي شبر من الأراضي اللبنانـــــــــــــية. الحكومة اللبنانية هذه هي من سيحرّر مزارع شبعا، وليست حكومة من عملاء سوريا. وباريس 3 هو ما سيمنح اللبنانيين آلاف الفرص للعمل».
وأوضح الحريري أن الحكومة رفضت اقتراحاً بإرسال قوات متعددة الجنسيات، وجرى إبلاغ بري بذلك. وأكد أنه إذا اقترحت الحكومة تعديلاً على مهمات «اليونيفيل» فإنه سيدعو إلى سحب الثقة منها.
ورفض في معرض الإشارة الى سلاح «حزب الله» إعطاء أي هدية لإسرائيل، معتبراً أن التخلي عن السلاح لا يتم قبل دعم الجيش وحماية لبنان وسيادته ووقف خرق الأجواء واستعادة مزارع شبعا.
وأشار الحريري الى أن لا تيار سياسياً في لبنان يريد عودة السوريين. ودافع عن بسالة مقاتلي المقاومة، معتبراً أن السلاح لا تزال له وظيفة، وليس الوقت الآن وقت الكلام عن نزعه، وهو أصلاً لا يمكن أن يحل إلا عبر الحوار.
وقال الحريري إن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله مختلف عن الحزب وأنه يصدقه عندما يقول إنه لن يحوّل سلاحه الى الداخل.
وأكد الحريري أنه طلب الاجتماع الى نصر الله من أجل تخفيف الاحتقان وإراحة البلد، ولكن ذلك لم يحصل.