strong>عامر ملاعب«ستبقى يا وليد بيك علماً مرفوعاً ورمزاً وطنياً خالداً مناضلاً، نفاخر بك أمام رجالات العالم المعاصر». عبارة تحمل في طياتها معالم الانتماء السياسي للشيخ نعيم حسن، ، في إطلالته الأولى بعد فوزه بالتزكية بمنصب «شيخ عقل» الطائفة الدرزية، في انتخابات المجلس المذهبي للطائفة أمس في فردان.
شكّل هذا الخطاب ما يمكن تسميته «برنامج عمل» الشيخ الجديد، في ظل إنقسام تشهده الطائفة على كل المستويات، وأبرزها إعلان سابق بمبايعة شيخ عقل آخر، هو الشيخ ناصر الدين الغريب، في دارة خلدة، وبرعاية النائب والوزير السابق طلال ارسلان.
تمحور خطاب الشيخ حسن ضمن عناوين فضفاضة، لم يتطرق الى السياسة بأي شكل، ولم يقارب المآزق المنتظرة، داخل الطائفة وخارجها، وإن صوب بعبارة جغرافية عامة، تربط بين تلال المختارة وشواطئ خلدة، في إشارة الى تمركز أبناء الطائفة والى إنقسامهم بين القيادات الدرزية الأساسية، وعاد الى التأكيد بأن «أبواب دار الطائفة مفتوحة أمام الجميع من أجل لم الشمل وحفظ الاخوان»، إلا أن ما ينتظر دور المنصب أعمق بكثير مما أُعلن في حفل التنصيب، وجمع الشمل يحتاج الى خطاب متوازن لا يكيل فيضا من المدائح لجهة على حساب أخرى.
و حدد خطاب التسلم موقفاً واضحاً من الأوقاف، محور الصراع الداخلي، وحصرها تحت البند الأساسي: «الأخذ بالوصايا»، وهذا دليل على نجاح دور رجال الدين في فرض هذا البند وعدم تركه للسياسيين، والحرص على مال الطائفة العام هنا نابع من تجارب سابقة لم تكن ناجحة.
وكانت لافتة إشارة حسن إلى دور المرأة، مستشهداً تحديداً بقول جبران: «وجه أمي وجه أمتي»، ومشيراً بيده إلى السيدة غادة جنبلاط، الفائزة الوحيدة في انتخابات المجلس المذهبي، ما عكس تقدماً إيجابياً لجهة تعزيز دور المرأة في مجتمع ذكوري النزعة.
وحدد المجلس بعد ترؤس الشيخ حسن جلسته، الحادية عشرة صباح الاحد المقبل، موعدا لانتخاب رؤساء اللجان وأعضائها واعضاء ادارة المجلس، كما قرر تأليف هيئة لاعداد النظام الداخلي للمجلس المذهبي، ضمن المهلة المحددة بشهرين، اعتبارا من تاريخ إنشائه، وكلف لجنة خاصة اجراء جردة شاملة بكل الموجودات في مبنى دار الطائفة، واجراء إحصاء شامل ودقيق للمستندات والوثائق الموجودة.
وانعقدت جلسة المجلس المذهبي في حضور الوزراء والنواب واعضاء المجلس المنتخبون، اعضاء الهيئة الروحية المنتخبة، رئيس محكمة الاستئناف الدرزية العليا القاضي الشيخ نهاد حريز، وقضاة المجلس المذهبي، وغاب عشرة أعضاء، بينهم النواب السابقون طلال ارسلان، فيصل الداود، عصام نعمان، خالد صعب وسامي يونس.
وافتتح الجلسة رئيس السن فؤاد الريس في حضور 79 عضوا من اصل 89. ثم تلا امين السر المؤقت منير حمزة محضر الجلسة السابقة. ووفقا لمحضر إقفال باب الترشيحات، اعلن فوز الشيخ نعيم حسن بمنصب شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز بالتزكية وباجماع اعضاء المجلس الحاضرين، على ان يبلغ القرار الى المراجع الرسمية المختصة، كرئاسة الجمهورية ورئاستي مجلسي النواب والوزراء. وبعدها توجه رئيس السن واعضاء هيئة مكتب المجلس واعضاء الهيئة الروحية المنتخبة وقضاة المذهب الى القاعة المجاورة للاجتماع، حيث كان الشيخ حسن مجتمعا الى نحو 50 شخصا من رجال الدين، واصطحبوه الى قاعة الاجتماع حيث سلمه الريس علم الطائفة ذا الالوان الخمسة. وبعدها ترأس الشيخ حسن والقى كلمة بالمناسبة اكد فيها ان مهمات كثيرة تنتظره، «أهمها: جمع الأوقاف العامة وازدهارها وتنميتها واستثمارها، مع الأخذ في الاعتبار وصيتي الامير السيد والشيخ احد امان الدين»، مشددا على «الحاجة الملحة الى مؤسسات علمية واقتصادية تساعد ابناءنا على الصمود وتحد من هجرتهم وتكون حافزا لعودتهم». واضاف: «اما في الشأن الخاص، ففي السابع والعشرين من نيسان عام 1991 اعلنت في بلدتي البنّيه، انني سأحمل بعونه تعالى راية التوحيد من تلال المختارة وهضابها حتى شواطئ خلدة. واذا كان جواد التوحيد قد كبا فانه لم يسقط ولن يسقط. وستبقى ابواب هذه الدار مفتوحة امام الطامحين الى جمع الشمل وحفظ الاخوان، ورايتها خافقة فوق رؤوس الجميع بالمحبة والتسامح وحفظ الكرامة والايمان».
واثر انتهاء حفل الاستقبال تحدث رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط فقال: «تم انتخاب شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز اللبنانيين بالتزكية، وفق الاصول القانونية وعلى قاعدة الشورى والتشاور مع الهيئة الروحية، على أمل ان نفتح صفحة جديدة من اجل تثبيت عهد المؤسسات ومن اجل تطوير العلاقات بين لبنان والمهجر، ومن اجل تفعيل كل الادوار الثقافية والانمائية والسياسية لهذه الطائفة التي هي اصلا جزء لا يتجزأ من لبنان».