في خطوة دينية مهمة على صعيد طائفة الموحدين الدروز، توّج المرجع الروحي الأعلى للطائفة في لبنان الشيخ الجليل أبو محمد جواد ولي الدين مساء الجمعة الماضي الشيخ أبو سعيد أمين أبو غنام من بلدة عرمون، والشيخ أبو يوسف أمين الصايغ من بلدة شارون بالعمامة «المدورة»، في حضور عدد من مشايخ الطائفة الثقات. والعمامة المدوّرة تزين أضرحة كثير من أولياء الدروز الذين مرّوا في القرون الماضية وأبرزهم المصلح الديني وإمام الموحدين الدروز في بلاد الشام الأمير السيّد جمال الدين عبد الله التنوخي (820-884هـ). وفي مراحل لاحقة الشيخ عز الدين أحمد ابن أبي الرجال (ت. 1112هـ) والشيخ حسين ماضي (ت. 1216هـ) والشيخ أحمد أمين الدين (ت. 1224هـ) صاحب الوقف المشهور. وهناك اعتقاد سائد بين الموحدين الدروز بأن العمامة المدوّرة اقتصرت على الموحدين الدروز في مشايخ جبل لبنان، غير أنه حدث في الثلث الأول من القرن العشرين أن توّج الشيخ أبو يوسف أمين طريف (1993م) من مشايخ بلاد صفد من فلسطين من قبل الشيخ أبو حسين محمود فرج، كبير مشايخ جبل لبنان. والمشايخ المعممون هم سلالة متصلة بالفضل بعضهم ببعض يتوج السابق اللاحق منذ القدم، إلاّ أن كبار المشايخ الثقاة من المعمرين تنقل عن السلف تعرض العمائم «المدورة» إلى مرحلة شبه انقطاع أواخر القرن التاسع عشر للميلاد. فكان أن اتفق مشايخ البلاد في جبل لبنان على تجديد هذا التراث وحفظه فقام الشيخ أبو محمد سعيد العقيلي، المرجع الروحي الأبرز في ذلك الوقت، بتعميم عدد من المشايخ كان أبرزهم الشيخ أبو حسين محمود فرج (1953) والذي لقب بشيخ الأربع بلدان أي شيخ الموحدين في بلاد الشام، والشيخ أبو فارس محمود عبد الخالق (1356هـ) والذي عرف بقاضي الموحدين. لاحقًا بعد وفاة الشيخ العقيلي وبروز الشيخ أبو حسين فرج مرجعًا روحيًا أعلى للموحدين في لبنان قام بدوره بتتويج جملة من المشايخ كان أبرزهم المرحوم الشيخ أبو حسن عارف حلاوة (1899-2003).
وفي عقد الثمانينات بات الشيخ أبو حسن عارف الشيخ الوحيد المُعمم فكانت المساعي إلى تتويج عدد من المشايخ تكللت عام 1988 بتتويج المرحوم الشيخ أبو محمد صالح العينداري (1992) والمرحوم الشيخ أبو يوسف ريدان جابر شهيب (1997) والشيخ أبو محمد جواد ولي الدين.
(وطنية)