الظلاميون
  • المحامي سامر أحمد سويد

    عجباً لبعض مشايخ هذه الأيام، فهم يدّعون الإسلام ويخالفون أهمّ مبادئه وهي قول الرسول الكريم «لا فضل لعربي على أعجمي إلاّ بالتقوى»، فمنذ متى صارت الفارسية جريمة يجدر التبرؤ منها؟
    هل أصبح الدين الاسلامي «ماركة» توجب القيد في سجل تجاري خاص لكن ينعم بها شعب من الشعوب أو فئة من الفئات؟
    أليس أولياء أمر هؤلاء المشايخ هم أنفسهم الذين كانوا يناصبون الاتحاد السوفياتي العداء، ويتهمون كل من يتحالف معه بالكفر؟
    لقد حارب هؤلاء الظلاميون جمال عبد الناصر لأنه تحالف مع الاتحاد السوفياتي الذي كان يناصر وقتها الشعوب المظلومة في شتى انحاء العالم، وكان عبد الناصر يعرف جيداً أين تكمن المصلحة القومية، فلا يقف أمام الخلافات العقائدية اذا كان الهدف يتناسب مع طموحات الأمة.
    واليوم، لا يزال هذا الفكر الانهزامي نشطاً، لكن بدلاً من الاتحاد السوفياتي صارت ايران هي العدو، وهكذا، فهم يخرجون من جعبتهم السلاح القــــــديم الجـــــــديد، أي التكفير، فصارت ايران كافرة.
    لقد تعلمنا الدرس، فكل من يحمل وسيحمل السلاح بجدية وعقلانية لمحاربة الصهيونية وحليفتها اميركا يعمل بوحي فارس أو ريف دمشق.
    إن هذا العقل القاصر أصبح يمثّل خطراً يستلزم شحن طاقات الأمة كلها لاستئصاله، ولم تعد جملة السيد حسن نصر الله اثناء العدوان الصهيوني «يفكّو عنا» تكفي، ومن الطبيعي أننا لن «نفك» رقبتهم لأن سلاحنا موجّه نحو العدو الصهيوني فقط، لكننا نقترح الحجر عليهم، وهذا يعني باللغة القانونية وضعهم تحت الاقامة الجبرية أو اغفالهم إعلامياً وتركهم يصيحون، فأوتار اصواتهم ستتقطع دون ريب عاجلاً ام آجلاً.


    هذيان الاضطهاد

  • ريمون هنود\

    لم يعد يخفى على المواطن اللبناني المتابع متابعةً دقيقةً للتطورات الدراماتيكية لمجريات الوضعين السياسي والاقتصادي في لبنان. أن أمراء الطوائف يعانون عقدة اضطهاد مزمنة تجسد شعورهم باضطهاد طائفة لطائفة أخرى، وهذا بالطبع شعور بدأ يتخطى العقدة ليمسي حالةً مرَضيةً أشبه بمرض الوسواس القهري الذي لا يمتّ لعالم الواقع بصلة، وهي حالة توجب العلاج الفوري خشية وقوع لبنان واللبنانيين فريسة مخاطر انهيار لا تحمد عقباه ينتهي ببركانٍ طائفي مدمّر يكون سببه مجرد نسج خيالٍ مريض صنع من الحبة قبة. إن الحفرة التي هوى فيها وطن الأرز العربي تبلغ كلفة ردمها نحو 50 مليار دولار أميركي.
    حفرة لطالما راهن وتباهى حفاروها بأن السلام آتٍ لردمها أو سد هوتها، فكانت المحصلة النهائية أن لسان حال المواطن الضحية بات يقول: «ومن بيت أبي ضربت»، فالطائفية في لبنان داء وبيل وسمّ قاتل ونيران حارقة أجّجها أمراء الطوائف لمآرب شخصية وأطماع سلطوية. أمّا أبناء الوطن الواحد الذين لم يستثن الفقر والعوز احداً منهم، فقد قال عنهم ذات يوم الرجل الكبير صائب سلام إبان الحرب الأهلية المصطنعة: «لو أزيلت خطوط النار لمات ابناء الوطن الواحد اختناقاً من شدة تقبيل وعناق بعضهم لبعض».
    فيا أبناء وطني، لا تكونوا غطاءً لأمراء الطوائف والمحاصصات الذين يحيون على هذيان الاضطهاد «الوهمي» وجنون العظمة.
    تذكّروا حكمة ابن بشري «النبي» جبران خليل خبران «ويل لأمّة مقسّمةٍ وكلّ ينادي أنا أمّة».