رأى رئيس الجمهورية اميل لحود أن «لدى لبنان فرصة اليوم من خلال التشاور الحاصل»، معرباً عن أمله أن «يعي الجميع أننا سندفع غالياً إذا لم نعد إلى الصواب والحق والديموقراطية الحقيقية، فيجري تأليف حكومة وحدة وطنية».وتطرق لحود خلال استقباله أمس في قصر بعبدا وفد «لجنة المتابعة للأحزاب والقوى والشخصيات السياسية» التي تكوّنت خلال العدوان الاسرائيلي على لبنان، مؤكّداً أنه جرى التصدّي «للمخططات التي حاولوا إمرارها ضد لبنان، سواء من خلال اقتراح قوات متعددة الجنسيات، أو من خلال نشر قوات دولية على الحدود اللبنانية ــ السورية، أو من خلال محاولة نزع سلاح المقاومة». وقال: «ان لبنان أحبط كل هذه المحاولات والمقترحات التي لم تأت من الامم المتحدة مباشرة، بل الكل يعرف أن ثمة من كان من الداخل ومن وراء الكواليس يوحي أن يجري اقتراح هذا الأمر أو ذاك، وعندما يعجزون عن تحقيق ما يريدون، كانوا يزايدون بالقول انهم رفضوا هذا العرض أو ذاك»، لافتاً إلى أن «الاكثرية اعتبرت أنها مسألة ايام قليلة وتنتهي الأمور لمصلحة اسرائيل».
وفيما لفت إلى أنه «بعد حرب كالتي شهدها لبنان، وفي أي بلد في العالم يجري تأليف حكومة وحدة وطنية تتخذ قرارات مصيرية، خصوصاً على المستوى الاستراتيجي»، شجب لحود «تدخل البعض، ومنهم الولايات المتحدة، التي ارسلت تهديداً منذ ايام، تعتبر فيه أن من يقف في وجه الحكومة الحالية يعدّ إرهابياً».
وأشار إلى انه «في كل الأوقات كان مجلس النواب يضم أقليات وأكثريات، ومع ذلك كانت الحكومة تضم كل الفئات»، وقال: «نحن ضد الطائفية، لكنهم يتحدثون عن التوزيع الطائفي. إذا سلّمنا بذلك، واحتكمنا الى القانون الانتخابي الذي اختاروه، نجد أن ميشال عون لديه تمثيل انتخابي، وكذلك سليمان فرنجيه وإيلي سكاف وطلال أرسلان. لكن أن يقولوا لا للتغيير، ونريد ان يبقى الوضع كما هو، وأن يستأثروا بالتعيينات وبكل مفاصل الدولة، فهذا لن يحصل». وأمل أن «يتوصل المتشاورون الى اتفاق على حكومة وطنية حقيقية، فيعودوا الى التحدث لبنانياً بدل الاستقواء بالخارج». مشدّداً على أن «هذا الاستقواء لا ينفع، لأن الخارج همّه اليوم كيف يتخلص من ورطة العراق، وكيف يجد له مخرجاً في الشرق الأوسط».
وتطرّق لحود إلى الكلام عن أنه «إذا ما حصلت تظاهرات فإنه سينتج منها شغب»، وقال: «حصلت تظاهرات في السابق، ولم يرافقها أي شغب»، متسائلاً لماذا يطلق كلام مماثل الآن؟ ومعتبراً أن «مطلقي هذا الكلام خائفون من رأي الشعب».
وكان منسّق اللجنة، نائب رئيس المكتب السياسي للحزب السوري القومي الاجتماعي توفيق مهنا قد تحدث في بداية اللقاء، ناقلاً إلى رئيس الجمهورية «اعتزاز الأحزاب والقوى والشخصيات السياسية بدوره ومواقفه وصموده خلال الفترة الصعبة التي مرّ بها لبنان».
كما تحدث ممثل «حزب الله» في لجنة المتابعة الحاج محمود قماطي، الذي حيّا مواقف رئيس الجمهورية «الذي كان نموذجاً راقياً في التكامل بين الدولة والمقاومة، لأنه جسّد رأي الدولة وموقعها من خلال رئاسة الجمهورية ليملأ ثغراً كانت في مواقف آخرين ولا سيما الحكومة». وأكّد أن «هذا الموقف الراقي جعل رئاسة الجمهورية ركناً اساسياً من أركان المقاومة التي حفظت لبنان (...) وهذا الموقف لم يرق الفريق الآخر».
والتقى لحود وزير البيئة يعقوب الصراف الذي أطلعه على «تقدم الاعمال في عملية مكافحة التلوث النفطي للشواطئ اللبنانية الذي خلّفه العدوان الاسرائيلي على معمل الجية الحراري».
(الأخبار)