وفاء عواد
الجولة الثانية: “مكانك راوح”... ونار تحت الرماد

وصف أحد أركان المعارضة الجولة الثانية من جلسات “التشاور” بأنها “مناورة” أشبه بلعبة “البوكر”، حيث يصرّ كل طرف على الاحتفاظ بـ“كارت سرّي” الى أجل غير مسمّى.
إذاً، أجواء جلسة الأمس كانت “مليئة بالتشنجات”، حسب أحد المشاركين، مشيراً الى أن جدول الأعمال “الطارئ وغير المنسّق” تضمّن 3 مواضيع أساسية، هي: رئاسة الجمهورية الذي استلزم نقاشه ثلاثة أرباع وقت الجلسة، التغيير الحكومي، والتهديدات بالنزول الى الشارع.
لكن ما كان لافتاً هو تحوّل موقف جنبلاط حيال سلاح المقاومة، غير أن هذا التحول لم يخفف من حدة التشنجات التي أرجئ الاجتماع بسببها الى الحادية عشرة من قبل ظهر الغد، لـ“جوجلة” الأفكار وتوحيد صيغتها، حسبما أشار بري. وجاء قرار التأجيل، كما علمت “الأخبار”، بناءً على طلب قوى “الأكثرية”، وتحديداً جعجع والجميّل، مع إصرار قوبل برفض بري، على التأجيل الى أقصى حدّ ممكن.
تجدر الإشارة الى أن اقطاب أركان “التشاور” أنفسهم، اجتمعوا في الجولة الثانية، مع بعض التعديلات، فغاب عنها النائب غسان تويني لدواع صحية، فيما حلّ النائب وائل أبو فاعور بديلاً عن النائب فؤاد السعد في “كتلة اللقاء الديموقراطي”، ورافق رئيس “الكتلة الشعبية” النائب إيلي سكاف النائبان عاصم عراجي وسليم عون، وترأس النائب آغوب بقرادونيان الأحزاب الأرمنية الثلاثة ومعه النائبان آغوب قصارجيان ويغيا جرجيان.
على هامش أعمال جلسة التشاور، كان لافتاً التزام رئيس “كتلة اللقاء الديموقراطي” عدم الإفصاح عما جرى داخل القاعة المغلقة، تاركاً الأمر لبري، وانطلق من التعليق على حكم الإعدام الذي صدر في حق الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي “يستحق القصاص على الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب العراقي، وسواء أكان القصاص إعداماً أم غير ذلك فهذا أمر لا يتعلق بي بل بالمحكمة في العراق”، ليصل الى القول “إن الذين قتلوا الرئيس الحريري وحاولوا اغتيال حمادة واغتالوا قصير وحاوي وحاولوا اغتيال مي شدياق وتعرضوا للوزير المر، وانتهت المأساة باغتيال تويني، هؤلاء يستحقون القصاص أيضاً”.
بدوره، لفت العماد عون الى أن “التشاور لا يزال مستمراً”، قائلاً: “لم نربط ولم نفك شيئاً، نحن لا نزال نعيش جو الأزمة. كانت هناك مناقشات صريحة جداً وواضحة، في ظل وجود إصرار على إيجاد حل”.
بري: الجلسة صريحة وغنية
في القاعة العامة، عقد الرئيس بري مؤتمراً صحافياً، استهلّه بتوجيه الشكر إلى الإعلاميين “لأنهم سرّبوا أقل مما سرّبه القادة المتحاورون أو الذين معهم”، مشدداً على أهمية “الهدنة الاعلامية”، وواصفاً الجلسة بـ“الصريحة والغنية”.
وعن الصيغ التي طرحت في الجلسة، قال: “كان هناك غنى في الطرح، وكنا نبحث عن أي مخرج موحّد للجميع، ويمكن أن يكون لكل منّا تصور معين”.
وعما إذا كانت المهلة الإضافية التي أعطيت كافية لإيجاد مخرج يرضي جميع الأطراف، أجاب: “ما من أحد حدد مهلة زمنية لمدة أسبوع أو غيره، على الأقل يمكن أن أتكلم عن نفسي كمدير أو خادم لهذا الحــــوار أو اللقاء التشاوري”.
وعن احتمال أن تكون جلسة الخميس هي الأخيرة، أجاب: “إذا تم الاتفاق على مبدأ حكومة وحدة وطنية فلا ضرورة لاستئناف التشاور، لأنه إذا توصلنا الى هذه النتيجة من حيث المبدأ فإن تأليف الحكومة يحتاج الى صيغة ما، لأن الصيغة المطروحة حتى الآن هي توسيع الحكومة من جانبي على الأقل”، متطرقاً الى عدم طرحه الشخصي لإسقاط الحكومة الحالية، أو تغيير رئيسها، أي لا ضرورة لبيان وزاري جديد، ولا لنيل الثقة مجدداً بالحكومة، قائلاً: “يمكن التضييق ويمكن التوسيع، هذا يخضع لاتفاق مع رئيس الحكومة. وعندئذ، فإن موضوع المشاركة لا يمكن أن يتأمّن فعلاً إلا بأكثر من الثلث، إذا اعتبرنا أن عدد أعضاء الحكومة 24، وقد قامت وبنيت على قاعدة الثلث زائد واحد. وبالتالي، العبرة هي في التوافق والثقة ببعضنا بعضاً وليست بالعدد”.



«تشاوريات»

• رداً على من وصف جو التشاور بأنه “فالج لا تعالج”، أكد الرئيس نبيه بري أن “الفالج أصبح له علاج”.
• رداً على سؤال عن تأليف الحكومة وعما إذا كان وزراء “أمل” سيكونون من ضمن ثلثها المعطّل، ردّ بري قائلاً: “وليش العطلة؟.. بدكم تحطّوها علينا؟”.
• مازح بري أحد الصحافيين الذي كان يشغّل آلة التسجيل بالقول: “شو انت بتصوّر وبتسجّل كمان”.
• حاول الحريري مغادرة قاعة الاجتماع أكثر من مرة، أثناء الكلام “المتشنج” المتبادل بين السنيورة ورعد، بحجة شرب كوب ماء. فقال له بري: “نحن نحضر لك الماء”.
• استهلّت جلسة التشاور بمصافحات بين السنيورة وعون، رعد والحريري، عون وعدوان بحضور جعجع مبتسماً.
• لدى مغادرة عون مجلس النواب، سئل عما إن كانت النقاشات “محتدمة”. أجاب: من قال ذلك، وهل وضع أحدكم جهاز تنصّت؟.
• لدى مغادرة جعجع قاعة التشاور، أحدث الإعلاميون فوضى لافتة، فتوجه التوجّه إليهم مازحاً: يبدو أننا سنطالب بطاولة حوار تجمعكم، أنتم الإعلاميين، حتى تتوافقوا.