نعمت بدر الدين
علمت «الأخبار» أن الخبر السّار الذي تحدث عنه وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ خلال لقائه مع وزير الخارجية النروجي يوناس غوهر ستويري أن ستويري أبلغ صلوخ اقتراحاً سيحمله الى بلاده يتعلق بمحاولة إقناعها بضرورة فتح سفارة لها في لبنان وأنه سيحاول اتخاذ الإجراءات المناسبة لحملها على فتح السفارة، إلا أن هذا الأمر مرتبط بالحصول على الموافقة الضرورية لبلاده التي قد ترتبط بأمور مالية وبإجراءات معينة. وأكدت المصادر أن الزيارة التي قام بها الوزير النروجي لسوريا كانت زيارة إيجابية وأنها خلقت ارتياحاً لديه، فهي قد أنهت ملفاً عالقاً وقد تم إنهاؤه ويتعلق بدفع تعويضات سورية للنروج جراء الأضرار التي لحقت بسفارتها هناك أثناء أحداث شباط الماضي المتعلقة بالإساءة إلى النبي محمد، وأن هذه الزيارة لم ترتبط بالملفات اللبنانية بشكل مباشر. وتؤكد المصادر لـ«الأخبار» أن هدف الزيارة هو التأكيد على الانفتاح النروجي على كل الأطراف وأنه لا نيّة للمقاطعة وأن النروج قادرة على أن تكون خطاً للتفاوض في رسم الخط السياسي الذي يحتاجه القرار 1701، لكنها تدرك في الوقت ذاته أن الوقت لم يحن للتفاوض بعد، إلا أنها جاهزة لسماع كل الآراء. وتشير مصادر خاصة لـ«الأخبار» أنه كان للنروج موقف مهم منذ بداية الحرب يقضي باحترام حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وخصوصاً أن حزب الله قد اخترق الحدود اللبنانية للقيام بعملية الخطف. إلا أنها كانت ترى بالمقابل أنه كان هناك استعمال مفرط للقوة من قبل إسرائيل وأنه كان هناك رد غير متناسب على عملية الاختطاف وعدم تكافؤ في ردة الفعل. كما ترى النروج أن كلمة الحرب على لبنان هي كلمة غير مناسبة، بل إن مصطلح العدوان هو المصطلح المناسب للتعبير عنها.
ويعلق المصدر على أن وزير الخارجية النروجي يختلف في شخصيته وطريقة كلامه مع الكثير من وزراء الخارجية الذين زاروا لبنان بعد الحرب، ويشير الى أنه متمكّن من الملف اللبناني بشكل لافت وأنه يتكلم بالتفاصيل الدقيقة دون العودة الى أي أوراق، ويدين بشدة في كل لقاءاته الخروق الجوية والبحرية والبرية على الحدود ويرى أنها غير مقبولة.
يذكر أن الوجود النروجي العسكري المتمثل في المشاركة في قوات اليونيفيل كان موجوداً من خلال كتيبة كبيرة استمر وجودها منذ عام 1978 حتى عام 1999، واليوم يتمثل بوجود خمس قطع بحرية تأتي مباشرة بعد القوة الألمانية من حيث الحجم في القوات البحرية.
وكان ستويري أجرى أمس محادثات مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في السرايا الكبيرة وجدد التزام بلاده ودعمها للحكومة اللبنانية، وتطرقا إلى الخروق للقرار 1701 وإلى دور القوات النروجية التي تشارك في اليونيفيل. كما التقى ستويري وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ في قصر بسترس. وعقد الوزيران جلسة عمل تناولت عملية السلام وتطبيق القرار 1701 والعلاقات الثنائية وسبل تطويرها، كما عقدا مؤتمراً صحافياً مشتركاً.