الضنّية ـ عبد الكافي الصمد
استفاق مربّو النّحل في الضنّية، كما في بقية المناطق الشمالية، على كارثة ضربت أكثر من 60 في المئة من قطاع يعتاش منه مئات الأفراد والعائلات، نتيجة الأمطار الغزيرة المفاجئة، فتسببت بتلف مئات قفران النحل التي جرفتها السيول، والقضاء على نحو 80 إلى 85 في المئة من انتاج العسل، بحسب ما أوضح الامين العام المساعد لاتحاد النّحالين العرب ــ أمانة لبنان، حسين عواضة.
وأوضح عواضة أنّ النّحالين في منطقة الضنّية، وخصوصاً في بلدة بيت الفقس، الأشهر في المنطقة والشمال في هذا المجال، قد «اعتادوا نقل معظم قفران النّحل، مع بداية فصل الشتاء، من المناطق الجردية باتجاه الساحل، في الضنّية وطرابلس والمنية وعكّار، على أنْ يعيدوها لاحقاً الى الجرد مطلع كل صيف. إلا أنّ الأمطار المفاجئة التي دخلت حتى الى القفران الفارغة، أطلقت رصاصة الرحمة على ما بقي من قفران نحل، كانت قد تضررت بدورها أثناء العدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز الماضي. فخلال الحرب، تعرض مربّو النحل لخسائر كبيرة، نتيجة وجود أعداد لا يُستهان بها من القفران في المناطق التي تعرضت للقصف قرب مجرى نهر البارد.
ولفت عواضة الى أنّ «الخسائر التي تكبدها هذا القطاع ستنعكس على الاقتصاد الوطني، لأنّه مصدر رزق لأكثر من ألفي نحّال في منطقة الشمال»، مشيراً إلى أنّ «إنتاج بلدة بيت الفقس من العسل سنوياً يُقدّر بما بين 50 و60 طنّاً، أي ما يوازي نحو نصف إنتاج الشمال كله من العسل، وأنّ قفران النّحل التي يملكها نحّالو البلدة تبلغ نحو 13 ألف قفير، في حين يوجد في الشمال، حسب إحصاءات وزارة الزراعة، قرابة 30 ألف قفير».
وإذ أشار عواضة إلى «الأهمية الإيجابية الفائقة لحشرة النّحل في تلقيح الأزهار، وخصوصاً الخضر والفواكه والحمضيات، والحفاظ على سلالات أنواع من النباتات الطبيعية المُهددة بالانقراض»، فإنّه ناشد «الدولة اللبنانية، وهيئة الإغاثة العليا، والهيئات الإنسانية العربية والعالمية، إنقاذ قطاع تربية النّحل في لبنان، واعتباره قطاعاً منكوباً ومهدداً بالزوال».
وبسبب تلف القفران، يخشى المزارعون أن يتراجع تلقيح الزهور في الربيع المقبل، وبالتالي أن يكون موسم الفاكهة ضعيفاً. كما يخشى محبو العسل من عدم القدرة على الحصول على العسل الذي اعتادوه، إضافة إلى الخشية من ارتفاع أثمانه نظراً إلى ندرته المرتقبة في السوق.