جبيل ـ جوانا عازار
“الطريق بلبنان بلا شتي ما بتنحمل، كيف مع شتي؟”، عنوان معاناة وصبر على مشقّات يتكبّدها المواطن في رحلته السندباديّة النهاريّة لاجتياز طرق تسمّى “دوليّة”! هذه المعاناة تضاعفت بعد القصف الإسرائيلي للجسور.
جسر الفيدار ـــــ جبيل، وهو أكبر جسر في الشرق بعد جسر المديرج (علماً بأنّ جسر الفيدار أعرض من جسر المديرج)، أخذ نصيبه من الدمار حتّى اختفت معالمه وبدا “شبح” جسر. أمّا مسألة ترميمه فأخذت حصّة الأسد من السجالات والأخذ والردّ حتّى ضاع المواطن وبات همّه الوحيد أن ينتهي الترميم في أقرب وقت ممكن. علماً بأنّ وزارة الأشغال أنجزت طريقاً جانبياً فرعياً لتحويل وجهة السير إليه. فبموجب مذكّرة تفاهم بين وزارة الأشغال ومجلس الإنماء والإعمار، يتولّى هذا الأخير تنفيذ مشاريع تأهيل وتحديث الأوتوسترادات والطرق الدوليّة، فيما تتولّى الوزارة تنفيذ الطرق الفرعيّة والجانبيّة.
المدير العام لوزارة الأشغال فادي النمّار أوضح في اتّصال مع «الأخبار» أنّ الطريق الجانبيّة في الفيدار أنجزت في أسرع وقت ممكن وبأفضل المعايير الممكنة، مؤكّداً تعذّر إنجازها بطريقة مختلفة لأنّ أي طريقة أخرى تحتاج إلى وقت أطول بكثير. وأكد النمّار أن الطرق الجانبيّة جيّدة ومهيّأة لاستقبال فصل الشتاء.
بدوره، أكّد رئيس بلديّة الفيدار رامز محفوظ أن الإعداد لترميم الجسر بدأ من شهر أيلول. وقد تكفّل بنك بيبلوس بتمويل الدراسة والتنفيذ. الدراسة وحدها كلّفت نحو 315 ألف دولار وقد تولّتها شركة الشاعر، في حين تصل كلفة الدراسة والتنفيذ الى نحو 4 ملايين دولار.
أمّا التنفيذ فهو لشركة إيلي سلوان التي اختيرت من ضمن الشركات التي عرضها مجلس الإنماء والإعمار على مجلس ادارة بنك بيبلوس، ومدّة الالتزام هي 11 شهراً. وقد قال محفوظ إنّ هذه المدّة غير كافية لإنجاز العمل كاملاً وخاصّة أن إزالة الردم وحدها تطلّبت وقتاً هائلاً.
وبالنسبة إلى الطريق الجانبيّة المستحدثة يقول محفوظ إنّها سهّلت حركة السير والمواطنين، الا أنّها في حاجة الى صيانة أكبر في فصل الشتاء لتصريف المياه بشكل جيّد وهي بحاجة الى صيانة مستمرّة لتجنبها الانهيار.
ويشرح محفوظ أنّ قسماً من الجسر سينجز في البداية تمهيداً لإنجاز القسم الثاني، وبالتالي تصبح الطريق سالكة من جهة واحدة.
مجلس الإنماء والاعمار استغرب الحديث عن أي تأخير في بدء أعمال الترميم، مؤكداً أن الأعمال بدأت بعد توقّف العدوان الاسرائيلي بوقت وجيز وهي مستمرّة بشكل طبيعي.
عضو تكتّل التغيير والاصلاح النائب شامل موزايا شرح أنّ التأخير كان بروتوكولياً في الاتّفاق بين مجلس الانماء والاعمار الذي يمثّل الحكومة وبين مجلس ادارة بنك بيبلوس، وقد كان هذا التأخير غير مبرّر. أمّا وقد بدأ العمل وأزيل الركام فإن الوضع أفضل والأعمال تتقدّم الا أنّ الأمطار والعواصف تحد من سرعة الإنجاز، متمنّياً ألا يحصل أي تأخير جديد.