غربي بعلبك ــ رامح حمية
يترافق العام الدراسي، في مدارس وثانويات غربي بعلبك، وعواصف رعديةً وأمطاراً غزيرة، وتدنياً في درجات الحرارة، وهي أمور محض طبيعية. ولكن عدم توافر مادة المازوت الخاصة بالتدفئة في هذه المدارس هو الأمر غير الطبيعي، الذي يستدعي من الدولة، ووزارة التربية بشكل خاص، الالتفات إليه بسرعة لأن الامتعاض والاستياء عند الأهالي بلغا حد الرغبة بإبقاء أولادهم في المنازل ريثما تحلّ هذه المشكلة.
ويقول المواطن علي الحاج حسن إن «الوضع التربوي الرسمي لهذا العام كارثي ومعيب. فكيف نرسل أطفالنا إلى المدارس في مثل هذا الطقس البارد، وصفوفهم غير مجهّزة بالتدفئة وحقائبهم خالية من الكتب، ولذلك أفضّل إبقاءهم في المنزل، بدلاً من إدخالهم المستشفيات من وجع المفاصل والنزلات الصدرية نتيجة البرد القارس».
مشاكل عديدة، تواجه العام الدراسي الحالي، تحدث عنها مدير متوسطة رسمية في المنطقة، مشيراً إلى أن «المدارس الرسمية في غربي بعلبك تعاني عجزاً في صناديقها عن العام 2005 ــ 2006، ولها مستحقات بذمة الدولة لم تدفع حتى الآن». وأضاف «ان المحروقات والقرطاسية وحتى الطباشير غير متوافرة بشكل كامل، ناهيك عن فرق ساعات التعاقد للأساتذة المتعاقدين الذين لم يقبضوا مستحقاتهم عن العام الماضي».
وعن المساعدة من قبل البلديات، ضحك ساخراً وقال: «البلديات مشغولة بالمساعدات والإعاشات، وهي رفضت المساعدة بتأمين المحروقات اللازمة ولو كانت الكمية والمدة محددتين، لأن المشكلة غير منظور حلّها، وخاصة أن لقاءنا مع وزير التربية أثناء زيارته مدينة بعلبك وجولته على المدارس المهدّمة والمرمّمة تكلّل بعبارة صريحة وجّهها لي ولبعض زملائي عند ذكر المشكلة: «قلبي معكن»!
الغياب ملحوظ في مدارس المنطقة سواء عند بعض الطلاب بسبب «العطس» وألم المفاصل، وكذلك عند بعض الأساتذة بحجة المرض.
ويقول المدرّس محمد زعيتر في مدرسة «سيرة هنا» (من قرى مزرعة بيت مشيك التي ترتفع 1300م عن سطح البحر) إنه يسهب في شرح جدول الضرب لتلاميذه وعلامات البرد بادية على وجوههم، وإن التدفئة في المدرسة غير مؤمّنة حالياً، هي من أبسط المتطلبات التي تحتاجها وأكثرها ضرورة، وخصوصاً أن قريتنا، وقرى المنطقة، تنتشر في سفوح السلسلة الغربية وتعدّ باردة نسبياً مقارنة مع قرى وبلدات أخرى». وأضاف: إن إعفاء المدارس والثانويات الرسمية من رسوم التسجيل «زاد الطين بلّة»، فقد اعتمدنا سابقاً على نسب من هذه المداخيل، أما اليوم «فرسم مجلس الأهل» يغطي فقط ضمان الحاجب في المدرسة.