صيدا ــ خالد الغربي
حظيت زيارة رئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب أسامة سعد إلى دمشق أول من أمس على رأس وفد قيادي من التنظيم، واللقاء المطول الذي عقده مع الرئيس بشار الأسد باهتمام سياسي. وتلقى سعد اتصالات من قيادات ومراجع سياسية بهدف الوقوف على أجواء الزيارة.
ورغم العلاقة «الفاترة» التي كانت قائمة خلال الوجود السوري في لبنان بين القيادة السورية والخط الذي يمثله سعد، إلا أن الأخير حظي باستقبال رئاسي وبتكريم من نائب الرئيس فاروق الشرع. وقد أكد لـ «الأخبار» أن اللقاء كان «بنّاءً وودّياً»، وأن الرئيس الأسد «أكد حرصه على الاستقرار في لبنان».
واللقاء الذي تجاوز وقته المحدد وهو ساعة، ليقارب الساعتين، جرى خلاله عرض الأوضاع على الساحتين اللبنانية والعربية، والعلاقة بين البلدين. وقد استفاض الأسد في الحديث عما «يجمعهما من روابط قربى وتاريخ وجغرافيا، وضرورة طي صفحة الإساءات، ومناقشة الموضوع بشفافية ووضوح». وقال سعد: «إن الرئيس الأسد كان مرتاحاً لسير التطورات، وهو أكد أكثر من مرة حرص سوريا على أمن لبنان واستقراره، ساخراً من المزاعم الأميركية التي تتهم دمشق بإشاعة البلبلة وزعزعة الاستقرار، وهي اتهامات غير صحيحة ومردودة على مطلقيها. فسوريا حريصة على الوضع في لبنان وإعادة ترتيب العلاقات بينهما بما يحفظ مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين، ومن يسعى الى تخريب العلاقات هي قوى معادية لهما، ومن يخرب لبنان هو المشروع الأميركي في لبنان والمنطقة». وهو مشروع يرى الأسد أنه «يتداعى ودخل في بداية الهزيمة، ولذلك سوريا متفائلة في شأن الوضع في لبنان، ولا سيما بعد انتصار المقاومة فيه، وما يهمنا في سوريا ترتيب العلاقات لما فيه مصلحة الشعبين، ولن نتدخل في تفاصيل الوضع اللبناني، لكن المهم عدم تحويل لبنان الى قاعدة لأعداء لبنان وسوريا، وموقع للانتقام من الموقف السوري الداعم للحق العربي».
وأكد الرئيس الأسد مجدداً «براءة سوريا من جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري». وهو أكّد لضيفه «اننا لسنا خائفين من شيء، وليذهبوا بالمحكمة الدولية بأي شكل يريدونه، نحن واثقون من براءتنا، ولذلك لا نخشى شكل هذه المحكمة. سابقاً لم يجدوا أي شيء ضدنا وكذلك في المستقبل لن يصلوا الى ما يدين سوريا».
واستشف سعد من الأسد ارتياحه للموقف الأوروبي الذي «ينحو في اتجاه التميز عن التبني الأعمى للموقف الأميركي، مؤكداً تراجع المشروع الأميركي في المنطقة»، لكنه أبدى قلقاً على العراق الذي «قد يقسمه المحتلون ويفتِّتونه، محذراً من فتنة يريدها الاحتلال في فلسطين». ولم يفت الرئيس الأسد في نهاية اللقاء التأكيد مجددا «ان قلب سوريا يتسع لجميع اللبنانيين».
النائب سعد الذي أكد أن الرئيس الأسد «ثابت في مواقفه وواضح وصادق»، نفى أن يكون حمل أية رسالة الى أي مسؤول لبناني أو أن يكون وسيطاً في حل أي موضوع.