strong>فاتن الحاج
أقفل أمس باب الترشيح إلى الانتخابات الطالبية في الجامعة الأميركية. فانتهت بذلك مرحلة شد الحبال بين القوى المتنافسة وبدأت الحملة الفعلية المرتكزة على التفاعل مع القاعدة الطلابية، استعداداً لليوم الانتخابي الطويل في 15الجاري. وينخرط المرشحون في هذه الأثناء بـ «تزيين» أجنحتهم التي تحمل برامجهم «النقابية» والسياسية، بعدما حسمت القوى صورة المعركة. وفيما يرسم المشهد الانتخابي تحالفان واضحان، تطرح قوى اليسار (الشيوعي، حركة الشعب، وبلا حدود) نفسها، في برنامج أكاديمي نقابي تعلنه الاثنين، خياراً بديلاً عن الاصطفاف الطائفي. أما «المستقلّون» فتتجاذبهم «الأحزاب»، مستفيدة من علاقاتهم الشخصية بالناخبين. وبرزت هذا العام حملة دعت الطلاب إلى «التصويت بالأبيض»، أو «vote blank»، رفضاً لدخول المجتمع الطلابي في دهاليز السياسة.
يراهن أنصار التحالف الأول (التيار الوطني الحر وحزب الله وحركة أمل)، على التبدلات في الخيارات الطلابية التي أحدثتها تطورات على الساحة السياسية، منها ورقة التفاهم والانتصار الذي حققته المقاومة على العدوان. فالتيار الوطني الحر دخل في تحالف «المعارضة»، كما يسميه مسؤوله في الجامعة بسام كرم، بناء على توجهات سياسية واضحة للرأي العام الطلابي، وقدم برنامجاً يجسد علاقة التيار بقطاع الطلاب في لبنان. وقد أعاد التيار طرح البطاقة الطالبية المجانية التي طرحها في انتخابات الجامعة اليسوعية والتي تخول الطالب الاستفادة من تقديمات عدة. من جهته، يرى «حزب الله»، بحسب أحمد داغر «أنّ خريطة وجوده تغيرت جذرياً هذا العام، فلم تعد اعتبارات الصداقة تتقاذف طلابنا، في ظل الهجمة الكبيرة علينا». يتحدث داغر عن كليات باتت محسومة لتحالفهم، وإن كانت أم المعارك هي في كلية الآداب والعلوم. وحسم الحزب خياراته منذ البداية في التحالف. أما مسؤول حركة أمل في الجامعة جواد خليفة، فيتوقف عند «عوامل سياسية تجعل من التحالف بين «قوى المقاومة» والتيار الوطني الحر قوياً، فالأشخاص الذين كانوا في الوسط التزموا خيار المقاومة بعد انتصار الصيف.
وفيما يرفع التحالف الأول شعار المقاومة والتغيير، يعلن أنصار تحالف 14 آذار المقابل (الحزب التقدمي الاشتراكي، تيار المستقبل، حزب القوات اللبنانية، واليسار الديموقراطي) أنّ التحالف سياسي بامتياز حيث تحضر شعارات «الحفاظ على الدولة لا الدويلة، ولبنان أولاً». فأمين سر منظمة الشباب التقدمي في الجامعة علاء صالح، يشدد على «أننا لن نتخلى عن جامعة حققنا فيها نصراً كبيراً في العام الماضي وسنكافح لتأكيد حضورنا من خلال نتائج الانتخابات». ويبدي مسؤول القوات في الجامعة الذي رفض ذكر اسمه، تفاؤله حيال النتائج، فـ«الموجة السياسية في الشارع لمصلحتنا في التحالف، والجسم الطلابي اللبناني بريء من الحرب التي لم يؤخذ برأيه فيها». أما ممثل شباب المستقبل مهند حسنة، فيقول «إنّ الجامعة نقطة مصغرة عن الوطن، والمعركة سياسية سنؤكد فيها أهمية دور الدولة القادرة والقوية». وتوافقه ديالا حيدر (اليسار الديموقراطي): «نريد استكمال معركة بناء الدولة كأولوية سياسية».
لم يحسم أنصار الحزب السوري القومي الاجتماعي خياراتهم بين أحد التحالفين، فيلخّص المسؤول في الجامعة جبران عبد الخالق الصورة قائلاً: «نحن في تحالف تام وخاص مع «حزب الله»، ننسق مع حركة أمل والشيوعي و«بلا حدود» و«حركة الشعب»، وليس هناك أي تنسيق مع التيار الوطني الحر».
ويعبر برنامج القوى اليسارية في الجامعة إلى ما بعد الانتخابات تحت شعار «الطالب مُطالِب وواعٍ سياسياً». فالحزب الشيوعي، كما يقول سكرتير فرقة قطاع الشباب والطلاب في الجامعة أمين الخشن، يتجاوز الشكل السياسي المبتذل للانتخابات ويركّز على العمل النقابي، لذلك فهو في تنسيق كامل مع «حركة الشعب» و«بلا حدود»، وفي التقاء مع التيار الوطني الحر على بعض النقاط المشتركة في البرنامج السياسي. وتعيد «حركة الشعب» تأسيس نفسها، بعدما سبب الفرز الطائفي انحداراً في صفوف المجموعة، على حد تعبير محمد حمادة. وتفتح «بلا حدود» مجالاً لممارسة سياسية تقدمية بديلة، وقدمت، كما يؤكد أحمد فرحات، بياناً يشرح إنجازاتها النقابية على مدى أربع سنوات.